العيد هو جزء أساسي من التقويم الإسلامي، يحمل دلالة عميقة وغنية بالمعاني الروحية والثقافية. يشير مصطلح "عيد" جذرياً إلى العوده، مما يعني أنه حدث سنوي ذو طابع مستمر ومستدام. هذا الحدث ليس فقط للاحتفال بل للتأكيد على ركائز العقيدة والقيم الأخلاقية التي تشكل أساس المجتمع الإسلامي. يتميز العام بإجازتين رئيسيتين هما عيد الفطر وعيد الأضحى.
يساهم الاحتفال بهذه المناسبات بشكل كبير في تعزيز الهوية الدينية وتعزيز الوحدانية لله. أثناء أداء مراسم العيد، يقوم المؤمنون بتكرار عبارات التسبيح والشكر لله ("الله أكبر") والتي تأخذ دور الشكر على نعم الله العديدة وحفظ شريعة الدين. بالإضافة إلى ذلك، هناك عدة سنن مرتبطة بيومي العيد تتضمن غسل الجسم قبل الصلاة، تناول تمرتين قبل صلاة عيد الفطر وبعدها في عيد الأضحى، والتزين بالمظهر الحسن والاحتفالية.
كما يلعب دور العلاقات الاجتماعية دوراً محورياً داخل نسيج الحياة العائلية أثناء فترة العيديين. يمثل اليوم فرصة مثلى لإعادة التواصل الاجتماعي وزيارة الأحباب وصلة الرحم وصرف الصدقات خاصة تجاه الفقراء والمعوزين. يُعتبر عطلة الرعاية والحنان للأطفال الذين يستمتعون بارتداء ملابس جديدة واستقبال الهدايا البرّاقة. في جو مترابط ومتسامح ومتراحم، يجسد أفراد الأسرة القيم الإنسانية المشتركة ويعكسون مدى قوة روابط الضمير الجمعي والدعم المتبادل للحفاظ على تماسكهما أمام تحديات العالم الخارجي.
وفي النهاية فإن رمزية أيام الأعياد تتخطى مجرد كونها مدداً للاستراحة والاستجمام لتكون أيضاً لحظات محفزة للإنتاج والإبداع والتجدد المستمر بما فيه صالح الأفراد والجماعة على حد سواء.
