يمثل علم الجمهورية اليمنية تراثًا تاريخيًا غنيًا يعكس مراحل مختلفة من حياة الدولة والشعب اليمني. هذا العلم الرائع يتكون من ثلاثة شرائط أفقية ملونة - الأحمر, الأبيض, الأسود - ولكل منها دلالة خاصة تحمل رسالة واضحة.
الشريط الأحمر يدل على تضحيات ودماء المناضلين الذين عملوا بلا هوادة لتحقيق الاستقلال والحرية والوحدة الوطنية. كما يرمز أيضًا إلى نسلي هاشم وخولاني الهاشميين، وهو اعتراف بتاريخ البلاد الطويل والتراث الإسلامي الغني. أما الشريط الأبيض فهو علامة الأمل بالمستقبل الزاهر، وقد كان يستخدم كشارة لأمراء الأمويين، بالإضافة لتذكير المسلمين بموقعة بدر البطولي تحت قيادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ويذكر الشريط الأسود الصراعات والإجراءات القاسية التي واجهها الشعب اليمني طوال تاريخه المضطرب.
تأثر تصميم العلم بتنوع المنطقة الجغرافية والثقافية لليمن. وفي الواقع، لم يكن هناك علم موحد لليمن حتى عام ١٩٩٠ عندما توحدت الجزئيات الشمالية والجنوبية بفضل الوثيقة الائتلافية الجديدة والتي أدت لإعلان دولة مستقرة ومتآلفة. قبل ذلك الموعد، كان لكل جزء من البلد علم خاص به؛ إذ استخدم شمال اليمن العلم ذو اللون الأحمر الزاهي لعمان البيضاء وعهد الملك عبد العزيز آل سعود منذ عام ١٨٤٧حتى عام١٩٢٣، بينما حمل شعار متجدد لاحقا خلال فترة حكم الملك أحمد حميد الدين حتى عام ۱۹۶۲. وبالمثل، اتبعت المناطق الناطقة بالإنجليزية عواصم مثل عدن ذات المساحة الصغيرة عبارة عن مستعمرة بريطانية سابقًا ولم يتم اعتماد سيادتها إلا بعد عدة عقود لاحقه . ولذلك فإن اختيار التصميم النهائي لحكومة الوحدة الثوريّة جاء نتيجة اتفاق واسع المدى وتعبيراً واضحاعن إنجازات تلك المرحلة العمرانيّة والدبلوماسيّة .
ليس فقط انطباعات جمالية ولكن أيضا تأثيرات سياسية وثقافيّة يمكن رؤيتها عند مقارنة زهور الدول الأخرى بذراع اليمن ، مثلا تشابه المصمم الحديث لدولة إسرائيل والنجمة الخمس المثلثة المستخدمة عبر العديدمن دول الشرق الاوسط بما فيها العراق وفلسطين ، وكذلك الجسم الرئيسي للنظام الليبي القديم والحاكم بالأشهر الأخيرة لسوريا ودول أخرى تعتمد نظام الحكم نفسه . ومع ذلك تبقى أهمية سمة الوطن الأم ثابتة بغض النظرعن التأثير المشترك الذي يبدو أنه موجود دائما ضمن جداول التخطيط الهندسية لهذه الاختيارات المرئية. ومن الجدير بالذكر إن كل واحدة مما ذكر هي رديف للقوة الداخلية والقومية لدى الشعوب المختلفة وليس مجرد اقتباس بصري خارج الحدود التقليدبة السياسية الحديثة .
إن رؤية رمز واحد واحد يشمل جميع سكان الأرض مهما اختلفت خلفياتهم أو معتقداتهم أمر مؤكد يؤكد قوة الروابط الثقافية العميقة للجماعة البشرية ويعكس رفض الانقسام وانصهار الهويات الفرعية داخل بوتقة حضارية مشتركة تجمع جنس بشري واحد تربطه روابط الدم والتراب واحتراما مشتركا للتراث الإنساني الموحّد .