ولد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، مؤسس الدولة السعودية الحديثة، في مدينة الرياض العام 1873 ميلاديًا. عاش شبابه المبكر وسط ظروف سياسية مضطربة أدت إلى هجرة عائلته إلى قطر والبحرين والكويت بحثا عن الاستقرار والأمان. خلال هذه الفترة، استقى الملك عبدالعزيز دروس الحياة السياسية والعسكرية، مما شكل أساس قيادته القوية لاحقاً.
عاد الملك عبدالعزيز ابن الثامنة عشرة عام 1232هـ/1816 م إلى وطنه مجددًا بهدف إعادة الوحدة والاستقلال لعائلة آل سعود التي فقدت سلطتها آنذاك بسبب تدخل القوات العثمانية. بدأ رحلته الجهادية باستعادة حكم الرياض عام 1902 م ، متبوعا بتوسيع نفوذه لتضم معظم مناطق نجد وحزام الدرعية الواقعة شمال غرب العاصمة الدمام حالياً . وفي سنة 1913 تغلب على الأحساء لينهي بذلك جميع المعارك ضد خصومه التقليديين وينفرد بالحكم كملك موحد لدولة واحدة تضم كافة نواحي شبه جزيرة العرب بإسم "المملكة العربية السعودية".
كان اهتمامه بالتنمية شاملا ومتعدد القطاعات الحكومية فعهد له بجملة إصلاحات وزراعية بارزة منها تأسيس وزارتي الداخلية والخارجية بالإضافة لمنظمتان دفاع ونظم المصارف وحتى إنشاء غرفة تجارية وصناعية فضلاً عن تنظيم حركة حج بيت الله الحرام وتعزيز البنية التحتية عبر بناء طرق جديدة وإصلاح مباني قديمة وتحسين الخدمات الصحية والإسعافية وغيرها الكثير. لذلك يعتبر عصر هذا الزعيم بداية نهضة وطنيه مستمرة تؤسس لمستقبل مزدهر لوطن سعت لقوته وانصهاره جهود أبنائها وخيرتها الرائدة عرف بها التاريخ العالمي القديم والمعاصر حتى يوم الناس هذا. إنها الحقبة الفارقة لحياة الشعب السعودي والتي مهدت الطريق نحو دولة عصرية ذات مكانة مميزة بين الأمم المتقدمة سياسيا واقتصاديا وثقافيا.