ظاهرة التدخين: إشكالية صحية واجتماعية مستفحلة

يتنوع المشهد الاجتماعي بتعدد مظاهر سلوكية متشعبة، تجمع ما هو ايجابي وسلبي بين جنبات مجتمعاتنا المرتهنة لتفاعلات الأفراد. يُفرد هذا المقال تركيزه على "

يتنوع المشهد الاجتماعي بتعدد مظاهر سلوكية متشعبة، تجمع ما هو ايجابي وسلبي بين جنبات مجتمعاتنا المرتهنة لتفاعلات الأفراد. يُفرد هذا المقال تركيزه على "ظاهرة" شديدة الانتشار والمستوطنة قسراً في عادات الكثيرين - وهي ظاهرة التدخين- والتي تشكل هاجس القلق الأكبر للمختصين بالشأن الصحي والاجتماعي على السواء.

تعود جذور تفشي تلك العادة المقيتة لعصور مديدة مضت، لكن سرعان ما تحولت اليوم لأزمة ملحة تستحق اهتماماً خاصا بالتزامن مع زيادة معدلات استعمالها بلا هوادة خصوصا لدى شريحة الشباب سواء ذكوراً أم إناث، وخطف انتباه حتى الصغار منهم في حالات نادرة.

تنبع دوافع الانزلاق نحو دامية سيء التربية من عوامل متنوعة عميقة الجذور وتتلخص الرئيسية فيها فيما يلي:

  1. القُدوة السيئة: تلعب شخصية الناضجون المحيطين دوراً محورياً كمصدر للإرشاد والتوجيه غير الواعي للأطفال والمراهقين مما يجعل منهم عرضة للغرس التشخيصي لمثل هذه التصرفات الخطِرة كترويج فعل دخان الشر التبغ.
  1. فرار المواجهة: يشير مفهوم الهروب هنا لاستخدام التدخين كورقة تخلص مؤقتا أو حلّ وهمي لإبعاد نظر الذات عن مواقف الحياة المثيرة للتوتر كالفقر والعائلات المضطربة الداخلية سياساتها ومحاولة تغليب التحكم الزائف للحفاظ علي البريق الوهميين أمام نظريات العيون المختلفة بطرق ملتوية خاطئة تمام الاختلاء.
  1. النفس المغامر: وذلك بما يمثله اكتشاف عالم مجهولة حقيقة عنه غارقا في سرابه الحقيقي لتجارب جديدة وجاذبة وكاشفة لكافة خباياه المباشرة وغير مباشرة باستمرار وبشكل محفوف بالمخاطر والصعوبات المحتمة .

ومهما كانت الأعذار المقدمة للاسترسال برفقة لحظة اللحاق بفرائح عفونة التدخين فإن تأثير إدمانية الإدمان القاتل ستظهر آثاره السلبية المؤلمة لاحقًا بكل تأكيد وستمتد خسائره الصحية والنفسية والمادية خارج نطاق المصاب نفسه لتصل لكل فرد محيطوه بسحب شر الدخان كالأمراض السرطانية والقلب والشرايين الملتهبة فضلا عن إيصال مواد سامة خطيرة جدا عبر التنفس منها مونوكسيد الكاربون ونبيتينا والكربتون المعروف باسم قطران بالإضافة لسلسلة طويله ومتنوعه من مزايا مجحفة بهذا الجانب وفي نفس الوقت ضارة بالإقتصاد المنزلي بشكل مباشر نتيجة لما يصرفه فرد عالي كما سبق ذكره بصورة منتظمة ودورية بغرض ما يسميه شعورا سلام الروح رغم أنها مجرد لفتة موهومة زائفة تمام التأويل بينما سوف تتضح حقائق الأمر عندما تعاني أسرة حالة احتقان اقتصادي خانق بسبب صرف مستلزومات تبغ واحتراق نقوده بهذه السرعة الهادرة كذلك إذا كان شخص مصاب بالفعل بحالات سكاري-سكري وضعيفة مقاومتها للعوامل البيئية الخارجية إذ أنه يعمل بشكل فعال للغاية على توسيعم رقاباته الصغيرة داخل جسده وهو الأمر الذي يجسد طريقة عمل انسولينه بداخله مثيرا بذلك عدة مشاكل له ولنظامه الغذائي الداخلي أيضا وليس ثمة مجال لدعوات الفرار لان سلطانه يقيده بشبك مخالب ثابتة وشديده الصلابة رافضة لرؤيته يسافر مبتعد عنها ولو لمدة بسيطة باعتباره عبدا مطيعا حتماً لهذه المحرمات المستوحاة منه . ولم تسلم أجسام طرقات المدن وزاوية أحياء شعبها وعظام هشاشتها المفتوحة برئتاه المسكونتان بنداء الاستغاثة يوميا ضد جرعات كارثية تنطلق وسط صفوف قطعان رعاة المداس نارها المعدنية أيضا مما شكل مصدر رئيسي واحد آخر للفوضى بيئيًّا وهوائيًا ذات اثر كبير أيضا.. لذلك يعد تصحيح مسارات أفكار العامة تجاه صورة توضيحية واضحة وصحيحة لصاحب تدخين ضروريا لكل الاطراف العاملة بالنظام الطبي والأجهزة الحكومية والإعلام الموجه والمعلمين والحركات الدعوية الاخرى لمنع نشأة جيوش الاجيال التالية مباح لها التعامل بنسب مرتفعه من درجة سوء الادراك والخيارات الغير مرغوبة بشأن نمط حياة مليئ بذكريات سوداء تمتزج بروائح أشباح الماضي الاسوء .. فقط بخروج الشعوب العربية التدريجي باناضلها الحديثة واعمارها الجديدة واستبدال ثقافتهم التقليدية القديمة باتباع نهج جديد صارم يخالف كافة اعرافه المعتاده يكمن الحل الوحيد لقضاء نهائي عل تلك الافاعي الافيوبولوجية المتواجدة بجوانب حياتنا اليومية وثني عزيمة الراغبين فى تحمل وطأة نتائج ارهاب ابشع انواع الدمار ابتداء بارقاها وانتهاء بالسكتات القاتلة!.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات