حرية الإنسان وكرامةه: رحلة عبر الزمن مع قول عمر بن الخطاب الشهير متى استعبدتم الناس؟!

التعليقات · 0 مشاهدات

في قلب التاريخ الإنساني، نجد أصوات نبيلة تدافع عن الحرية والكرامة، وتستنهض الضمائر ضد الاستعباد والاستغلال. ومن بين تلك الأصوات الباهرة صوت الخليفة ال

في قلب التاريخ الإنساني، نجد أصوات نبيلة تدافع عن الحرية والكرامة، وتستنهض الضمائر ضد الاستعباد والاستغلال. ومن بين تلك الأصوات الباهرة صوت الخليفة الراشد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-. عندما سمع قصة رجل قبطي مظلوم بسبب انتماء أبٍ لوالٍ مسيحي، انفجر فاروق المسلمين بتلك المقولة الرنانة: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟! ". كانت هذه اللحظة توثيقاً تاريخياً لكفاح البشرية المستمر من أجل الاعتراف بحقوق الإنسان الأساسية.

إن مبدأ المساواة هو العماد الذي تقوم عليه معظم الوثائق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان. فهو يعني أن جميع الأفراد يستحقون المعاملة المتكافئة أمام القانون، بغض النظر عن خلفياتهم العنصرية أو الدينية أو الجنسية. وعليه، فإن الدول ملزمة بتوفير بيئة تحترم هذه الحقوق وتضمن عدم التعرض لأية أشكال تمييز. ويتضمن ذلك حرية التعبير والتدين، وحق الاختيار الشخصي فيما يخص الشؤون الحميمة مثل اختيار الزوج والشريك الحيوي. كما يشمل أيضا فرص التعليم والتوظيف المناسبة جنباً إلى جنب مع المشاركة السياسية المكافئة. وقد أكدت وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام ١٩٤٨م هذه المفاهيم الجوهرية ضمن إطار قانون دولي شامل ومتكامل.

وعندما نتوقف عند مصدر أقوال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حول استعباد الإنسان، نواجه مشهدا مؤثرا يكشف عن مدى العدالة والإنسانية في شخصيته. فقد شهد زمن حكمه العديد من القرارات الحاسمة والمبادرات الثورية التي تحدثت بصوت عال عن اعتبار كل فرد ذو كرامة ومكانة سامية. وبذلك شكل فاروق المسلمين نموذجا يحتذى به في الدفاع عن حقوق المواطن وضمان احترام هويته الشخصية واستقلاليته بلا أي تقيد أو تقييد خارج حدود الشرعية والعرف الاجتماعيين والقانونيين اللائقين. إنها دعوة مستمرة للحكومات والأفراد للسعي نحو مجتمع أكثر تسامح وتعايش واتحاد بناء على الاحترام المتبادل وعدم الانزلاق باتجاه ممارسات الاستبداد والاستضعاف مهما بلغ تأثير النفوذ السياسي أو الاقتصادي للأفراد. وهكذا تبقى وصايا وسلوكيات الصحابة الكرام دروسا مفيدة للبشرية جمعاء وستظل كذلك رمزا خالدآ لفكر النهضة الحقة وطريق تحقيق عالم ينعم فيه الجميع بالحريات والمعاش الكريم بدون تخاذلٌ عن دوره الأساسي كمشارك فعال وخادم مخلص لما فيه صلاح حال المجتمعات وتحسين ظروف حياة أفرادها.

التعليقات