عيد شم النسيم، المعروف أيضًا بنيوروز، يعد واحداً من أهم الأعياد التقليدية في الثقافة المصرية والعربية، والذي يعكس عمق الروابط التاريخية والثقافية بين الشعوب المختلفة. يعود أصل هذا العيد إلى الحضارة الفرعونية القديمة، حيث كان يعرف باسم "شموش"، وهو اسم هيروغليفي يعني ولادة الحياة الجديدة. للاحتفال بشروع فصل الربيع وانتهاء الشتاء القاسي، اختار الفراعنة تقليدياً هذا الوقت لتذكر بدء خلق الأرض وتجدد الطبيعة بعد عهد البرودة.
انتقلت هذه العادات الأثرية فيما بعد عبر الزمن إلى مجموعات أخرى من الناس مثل اليهود الذين دمجوا العيد مع احتفالهم الخاص بمهرجان الفصح كرمزٍ لبداية حياة جديدة وخروج بني إسرائيل من العبودية. كما اكتمل الدائرة الدينية عندما تبناه المسيحيون الأقباط كمناسبة لإحياء ذكرى قيامة يسوع المسيح بعد موته وحزنه لمدة ثلاثة أيام وفق عقائدهم. بالتالي فإن لكل طائفة دينية خصوصيتها ومعناها الخاص المرتبط بتلك المناسبة السنوية المحببة لدى جميع العرب.
يتضمن الاحتفال بعيد شم النسيم مجموعة متنوعة ومبهجة من المواكب الاجتماعية والفعاليات الترفيهية المتنوعة والتي تشمل التنقل والاستجمام وسط أحضان الطبيعة الجميلة سواء كانت الحدائق العامة أو المنتزهات الريفية الخصبة خلال ساعات النهار الأولى حين ترتفع الشمس مشرقةً وبقوة مما يؤكد رسالة renewal - تجديد - للحياة. تتزين النساء بالعطور المنطلقة الرائحة كتاج مزركش متعدد ألوان الزهور البرّاقة خاصة تلك المستخرجة من نباتات الموسم الربيعي ومن أمثلتهم زهرة الياسمين الشهيرة ذات رائحتها المنفحرة بصورة طبيعية بغزارة ودلال بدون زيوت عطرية اصطناعية تفوح منها روائح منعشة وجاذبية فريدة تسحر النفس البشرية فتثير المشاعر الإيجابية للأذهان نحو الأمجاد الماضي والحاضر والمستقبل الواعد برؤى مفعمة بالأمل والإنجازات المُرتقبة بلا شك!
أما بالنسبة للروح الرياضية فقد شهد نهضة هائلة آنذاك نظراً لطابع الاختلاط الاجتماعي المكثف أكثر ممن سابقيه نظرًا لحساسيته الخاصة بشأن العلاقات الشخصية ضمن المجتمع البدوي القديم لذلك تمت اقامة مباريات رياضية مختلفة تنافس فيها فرق محلية ضد بعضها البعض لتحقيق التفوق والتحدي المبني علي روح المصارعة الرياضية الودية .كما ارتقت مستوى الفن الراقي للتعبير الغنائي أثناء وجود موسيقى جذابة جذبت الجميع لسماع الانغام والألحان الفلكورية المؤثرة بكلمات تغنى بها العديد قبلهم لتكون ترجمة صوتية لما يحدث أمام ناظرينا الآن عقب مرور قرون طويلة منذ تلك اللحظة التاريخية المجيدة !
وفي الجانب الغذائي كذلك تتميز احتفالات هذا العصر التقليدي بطبق مميز للغاية واسمه"بيض ملونة".حيث يقوم أفراد البلدة كل العام بطلاء بيضات بشكل مختلف وملئ أجوائهم بالنشاط والسعادة وشغل وقت فراغه بتشكيلات رائعة يمكن رؤيتها من بعيد تعبرعن مدى حب السكان لهذه التراث ذاته وتعليم الاجيال الصغيرة كيف تكرم تراث آبائهم واجدادهم..بالإضافة لنوع آخر أقل شهرة بلونه الفريد مطبوخ داخل مكعبات حمص أخضر تسمى "Melana", وكلمة Fesiḥ(فهيش)تشير هنا للسردين المدخن والمقدم كوجبة رئيسية جنباً الى جنب مع طبق السلطة المكون أساسا اخضراوات كالجرجير والكرنب لصنع سلطة جانبية شهية ، بينما يبقى البصل دائماً موجوداً بارزا رغم عدم شيوع استخدامة كثيرا خارج نطاق مراسم الاحتفال نفسها الا انه ضروري جدا وسط عناصر كافة الاطباق الرئيسية الثلاثة مجتمعتين سوياً ليصبح بذلك اكتمالا كاملا لأطباق العيد المقدسة عند المصريين والعرب على مر الزمان ومازال مستمرا حتى يومكم هدا بكل حماس وهالة ايمانية وسريالية ساحرة تبدو مذهلة حقا لمن لم ير يوما عرض كهذا!!