أبو عبد شمس، الاسم الحقيقي محمد بن علي بن أبي طالب الطبري، هو شخصية بارزة في تاريخ الإسلام وشخصية محورية في حركة المعتزلة الفكرية التي ظهرت خلال القرن الثاني الهجري. وُلد أبو عبد شمس في مدينة الري بالقرب من طهران عام 197 هـ الموافق لـ812 ميلادي تقريباً. نشأ في بيئة عائلة متدينة وأصبح أحد كبار العلماء والمفكرين المسلمين الذين تركوا بصمة واضحة في تطور الفقه والثقافة الإسلامية.
كان لأبي عبد شمس دور فعال في نشر مبادئ المعتزلة بين الناس. هذه المبادئ تعتمد على الاعتقاد بأن الله قادر تماماً وأن البشر مسؤولون مباشرة أمام الله وليس عبر رسول أو نبي. كما أكدت معتقداته على الحرية الإنسانية والإرادة الحرة، وهي أفكار كانت مبتكرة وتحدياً للقيم التقليدية آنذاك.
بالإضافة إلى مساهماته الفكرية، كان لأبي عبد شمس تأثير كبير أيضاً كمدرس ومعلم دين. فقد أسس مدرسة للتعليم الديني في بغداد حيث جذب العديد من الطلاب الذين أصبح بعض منهم فيما بعد علماء بارزين بمفردهم. وكان معروفًا بتعزيز التفكير المستقل والنقاش المفتوح حول القضايا الروحية والفلسفية.
على الرغم من أنه واجه الكثير من المعارضات بسبب أفكاره الثورية، إلا أن أبو عبد شمس ظل ثابتًا في تدريس معتقداته حتى وفاته حوالي العام 246 للهجرة. رغم الاختلاف والتناقضات التي أثارتها آرائه، فإن إرثه يبقى حيّاً ويؤكد على أهمية حرية الفكر والعقلانية في فهم الدين.