يعد دخان التبغ مصدرًا للآلاف من المركبات الكيميائية الخطيرة، مما يجعله أحد أهم عوامل الخطر الرئيسية لأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وغيرها من الأمراض المزمنة. إليك نظرة عميقة على تركيبة الدخان وكيف تؤثر على البشر:
- النيكوتين: هذا العنصر الرئيسي في منتجات التبغ مسؤول عن الإدمان الشديد لدى المتعاطين. ينتمي النيكوتين إلى عائلة الألويوبيروستينيومداين، وهو مضاد طبيعي للقلويات يتم إنتاجه بكثرة بواسطة نباتات التبغ (Nicotina tabacum). عندما يدخل الجسم، يعمل النيكوتين كمحفز عصبي وينتج عنه ارتفاع مستوى هرمون الأدرينالين، مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم والشعور بالإثارة والتركيز المؤقت. ولكن الاستخدام المستمر يمكن أن يساهم في مشاكل صحية طويلة الأجل مثل أمراض الجهاز الدوري والقلبية وجهاز التنفس.
- الأوليان: وهي مجموعة متنوعة من الجزيئات التي تشكل الجزء الأكبر من وزن غاز الدخان المنبعث أثناء الاحتراق الحراري للنباتات القلوية مثل التبغ. بعض هذه الجزيئات نشطة بيولوجيًا وقد ثبت أنها ذات تأثير سام وإمكانية إحداث السرطان. العديد من الأوليانات معروف بأن له خصائص سامة للجهاز العصبي المركزي ويمكن أن تتسبب في تلف خلايا المخ، كما يُشتبه أيضًا في دورها المحوري في تطوير حالات سرطان الرئة والفم والحنجرة.
- الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (PAHs): تعتبر PAH إحدى الفئات الفرعية الهامة ضمن مجموعات الهيدروكربونات العطرية. توجد عادة في الوقود الأحفوري وفي عمليات حرق المواد النباتية بما فيها التبغ المحروق. هذه المركبات لها القدرة على اختراق جدار الخلية والتسبب في تلف الحمض الريبي النووي DNA، ممّا قد يؤدي إلى نمو غير طبيعي وانقسام خلوي سريع - خاصية سرطانية رئيسية.
- **مواد كيميائية أخرى*: تحوي السجائر وحدها حوالي 7,000 مركب مختلف، بينها 69 مادّة مُسَرطنَة مثبت علمياً حتى الآن. تشمل قائمة المواد الخطرة الأخرى: النتروسامينات (NOCs), أكاسيد النيتروجين(NOx), ثاني أكسيد الكبريت(SO₂), المعادن الثقيلة كالزرنيخ والكروم والنحاس الزائد., والأمونيا وغيرها الكثير ممن لهم تأثيرات ضارة مختلفة على صحتنا العامة خصوصاً تلك المرتبطة بالجهاز الدوري والجهاز التنفسي وكذلك الجلد والعينين والحلق والأنف وما بعد الرضاعة.
بالانتقال لنوع آخر من طرق تدخين التبغ، فإن سيجار الدخان يحتوي أيضا على نفس المجموعة الواسعة من المركبات لكن نسبتها نسب متفاوتة بسبب الاختلافات في طريقة التصنيع واستخدام الأنواع المختلفة من ورق التتبغ والتبريد الساخن/ البارد لهذه البرميلات الطويلة المغلفة بالأوراق الطبيعية. بينما تختلف شيشة القطران أو نارجيلتا قليلاً كونها تصنع باستخدام قواعد مائية وبالتالي نسبة الجزئيات الصغيرة تكون أعلى هنا بالمقارنة بالسجائر التقليدية نتيجة عملية الامتصاص عبر بخار المياه المتحرك داخل الانبوبة. ومع ذلك، يشاع سوء فهم واسع الانتشار بشأن اعتبار الشيشة أقل خطورة رغم وجود دراسات أثبتت فداحة الأخطار الناجمة عنها سواء قصيرة الأجل كاحتقان مجرى التنفس ومشاكل الرؤية القصيرة النظر وحتى ضعف النظر العام وصولاً لحالات مرض مزمن وظهور علامات الشيخوخة المبكرة لمنطقة الوجه والإصابة بسرطان الفم وحساسيته المفرطة تجاه الطعام والدواء لاحقا.
هذه الصورة العامة لتكوين دخان التبغ تكشف كيف أنه ليس مجرد آفة واحدة بل خليط شديد التعقيد لجراثيم محتملة الفتك بصحتنا اليوم وغداً.