• صاحب المنشور: حياة بن ناصر
  
  ملخص النقاش:
  إن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي اليوم هو ظاهرة عالمية تؤثر بشكل كبير على مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتربوية. ولكن تركيز هذا المقال سيكون على التأثيرات النفسية لهذه الوسائل، خاصة بين الشباب العربي. تتيح هذه المنصات للمستخدمين مشاركة أفكارهم ومشاعرهم مع الآخرين حول العالم بسهولة كبيرة وبسرعة فائقة. بينما يمكن اعتبار ذلك فرصة للتواصل المفتوح والتعبير الحر، إلا أنه قد يصبح مصدر قلق وألم نفسي إذا لم يستخدم بحكمة.

التفاعل الرقمي والثبات الذاتي:

تُعتبر الثقة بالنفس إحدى أهم العوامل التي تحدد نوعية حياة الفرد وطرق تعامله مع المواقف المختلفة. ومع ذلك، فإن التعرض المستمر لصور مثالية وممارسات غير واقعية عبر الإنترنت يمكن أن يؤدي إلى مقارنة الذات الدائمة بالآخرين مما يعزز مشاعر عدم الكفاءة وانخفاض احترام الذات لدى المستخدمين الأصغر سنًا. بالإضافة لذلك، تشكل العديد من التطبيقات والمواقع حساسية تجاه أي انتقاد أو رأي مخالف للرأي العام؛ وهذا الأمر يدفع بعض الأشخاص نحو توجيه الانتباه بعيداً عن الجانب السلبي للحياة الواقعية ويجبروا على التركيز الزائد على الصورة الافتراضية المثالية والتي غالباً ما تكون بعيدة كل البعد عن الواقع.

الضغوط الاجتماعية والأضرار المحتملة:

التوقعات المجتمعية المتزايدة مرتبطة ارتباط وثيق بقوة تأثير الشبكات الاجتماعية حيث يتجه الأفراد لتغيير تصرفاتهم ليوافقوا الأنماط السلوكية المنتشرة هناك بغض النظر عما إذا كانت تلك الأساليب صحية أم ضارة. وفي كثيرٍ من الحالات، يكافح الكثير ممن هم تحت عمر ٢٥ سنة لإيجاد توازن بين الحياة الشخصية والعلاقات الإنسانية التقليدية واستخدام الوقت الأمثل لهواتفهم المحمولة وصفحاتهم الإلكترونية الخاصة بهم. كما تتسبب الرسائل والنكات العنيفة والإساءة الجسدية وغيرها من أشكال التنمر الإلكتروني بتأثيرات نفسية سلبيه ومن ثم جسدية أيضاً مثل الاكتئاب والشعور بالعجز وفقدان الشهية واضطراب النوم واضطرابات القلق وتدهور العلاقات الاجتماعية الداخلية والخارجية .

وفي خضم الحديث عن تأثيرات تكنولوجيا الاتصال الحديثة يجب الأخذ بالحسبان جانب آخر مهم للغاية وهو القدرة البشرية الطبيعية للاستكشاف والاستمتاع بالأسلوب الذي يناسب احتياجات المرء المباشرة وذلك بدون الشعور بالإجبار نحو اتباع خط واحد محدد أو الانجراف خلف تقنيات جديدة تماما قبل فهم مدى جدوائيتها وإمكانيتها لتحقيق الاستقرار الشخصي والمعرفي لكل فرد مستقل بذاته . إن تطبيق المعايير المناسبة عند استخدام شبكات الإعلام العالمي سيضمن تحقيق أكبر قدر ممكن من الاستثمار الصحي لفوائد نظام المعلومات المبتكر والذي بطبيعته لا زال حديث الولادة حتى الآن .