ولد محمد قطب الدين أبو الفضل الغزالي يوم 15 فبراير عام 1917 في قرية "شربين" بمحافظة الدقهلية بمصر. نشأ الغزالي في بيئة دينية غنية أثرت بشكل كبير في توجهاته الفكرية والأكاديمية لاحقاً. بدأ دراسته الجامعية في كلية دار العلوم جامعة فؤاد الأول بالقاهرة، ثم واصل رحلته الأكاديمية ليحصل على شهادة الدكتوراه في الأدب العربي من الجامعة نفسها عام 1944.
بعد تأثر عميق بفكر الإمام عبد الرحمن بن ناصر السعدي، بدأ الغزالي مسيرته العلمية والفكرية، مُركِّزاً جهوده على توضيح وتوضيح تعاليم الإسلام بطريقة حديثة ومتفاعلة مع تحديات عصره. كانت كتاباته واسعة النطاق، تشمل مجالات مختلفة مثل العقيدة الإسلامية، الأخلاق الإسلامية، الشريعة الإسلامية، والتفسير القرآني. أشهر كتبه هي "التحرير والتنوير"، وهو سلسلة مكونة من أكثر من ثلاثون جزءاً لتفسيره للقرآن الكريم.
بالإضافة إلى إسهاماته النظرية المتعلقة بالإسلام وعلم الكلام والأخلاق والسياسة الإسلامية، فإن للغزالي أيضاً دور بارز كسياسي واجتماعي. كان له علاقات وثيقة بالزعيم جمال عبد الناصر وشارك بشكل فعال في الحياة السياسية المصرية خلال فترة الستينات. ومع ذلك، فقد اختلف معه فيما بعد حول بعض القضايا الداخلية والخارجية.
توفي محمد الغزالي في الثامن عشر من نوفمبر عام 1996 تاركاً خلفه تراث معرفي هائلاً ما زال تأثيره محسوس حتى اليوم بين المثقفين المسلمين حول العالم. يعتبر الكثيرون أنه أحد أهم المفكرين في القرن العشرين الذين عملوا على إعادة تقييم وتعزيز مكانة الدين الإسلامي داخل المجتمعات الحديثة.