رؤية الأب في الأحلام تحمل العديد من الدلالات التي يمكن أن تكون متشابكة ومعقدة حسب التفاصيل المرئية والمشاعر المرتبطة بها. وفقاً للعالم الجليل عبد الغني النابلسي وابن سيرين وابن شاهين، فإن هذه الرؤى تتراوح بين البر بالوالد والمعاناة الصحية والرزق والمناصب والشرف وغيرها الكثير. دعونا نتفحص بعض هذه التأويلات بتمعن ودقة.
إذا رأى الشخص في منامه أباه، وقد كان هذا الأب الحقيقي موجوداً بالفعل ولكنه مفقود أو مسافر أو حتى مرضياً، فقد يشير ذلك إلى رجوع هذا المسافر أو تعافي المرضى. ولكن إن رأى الإنسان أباه يقوم ببناء منزل وشارك معه في بنائه، فقد يعد هذا رمزاً لاستكماله لدور أبيه في الحياة الدنيا. وفي حالة لو شاهد الرجل كأنّه بذبح أباه بلا نزيف الدم، فإنَّ ذلك يستدل على إحسانه وطاعته لأبيه والتواصل الرحمي مع الأقارب. بينما العكس صحيح؛ فمهما إدراك نزيف الدم أثناء الذبح يعني عدم الإحسان والإساءة للأب -العياذ بالله-.
كما يقترح مفسرون آخرون تأويلاً مختلفاً لهذه الظاهرة. ربما يعني ظهور الأب الحي بعد الموت علامة على الفرج القريب وانتهاء الضيق والحزن. أما لو ظهر بصورة جميلة ومنيرة الوجه، فهذا مؤشر على ارتفاع مكانه الاجتماعي واحتساب رتب عالية له بإذن الله. وبالمثل، يُعتبر القدوم بسروال جديد وأنيق دلالةً على الحصول على مركز مهم أو ممتلكات مادية جديدة. وعلى الجانب الآخر، تشير رداءة الحالة البدنية والأحوال النفسية نحو مشاكل شخصية وخسائر قادمة للشخص النائم.
لا تغفل كتب التحليل النفسي أهميته للإشارة إليها أيضاً بالتغيير الكبير واتخاذ القرار الكبير. إذ فالبعض يفسر مشاهدة والد ميت يعود للحياة كنذر للتبديل المفاجئ المفروض عليه مواجهته خلال فترة قصيرة. وهي رسالة تحثه لإيجاد حلول بديلة لمشاكل مستمرة وإعادة النظر باتجاه حياته العامة والخاصة بشكل شامل وجديد تمام الوصف. أخيراً وليس آخراً، تعتبر كون المشاهد طفلا صغير العمر ذات ذات دلائل محددة منها كثرة المسؤوليات الثقيلة المنتظره منه قريباً وهذا يعني مسؤوليات كبيرة ستقع على عاتقه الفترة المقبلة مما يوجب الاستعداد والاستعداد جيداً لها قبل دخوله عالم الكهولة والثبات فيه طوال عمره.
تجدر الإشارة هنا بأن جميع هذه التفسيرات مجرد افتراضات وليست قطعية لأن العلم التجريبي قد أثبت وجود عوامل نفسية واجتماعية أخرى تؤثر فيها أيضا لكنها تبقى مصدرا أساسياً لفهم جزء واسعا حول تلك الصور المتداخلة وعلاقاتها بالواقع الخارجي الداخلي المعاصر لكل شخص بما يناسب وضعه الخاص وظرفه الفريد .