- صاحب المنشور: ريما بن عزوز
ملخص النقاش:
فيما يتعلق بالمسألة الحساسة المتعلقة بالمساواة بين الجنسين ضمن إطار العقيدة والإسلام، فإن الفهم الصحيح للشريعة الإسلامية يلعب دوراً حاسماً في توضيح هذه القضية. بينما قد يُنظر إلى بعض الأنظمة الاجتماعية والثقافية التي تعتمد على تفسير معين للإسلام بأنها غير متساوية جنسياً، إلا أنه عند دراسة نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية بعناية، يمكن رؤية صورة أكثر تعقيداً وتوازناً.
تؤكد التعاليم الإسلامية على كرامة الإنسان وقدرته بغض النظر عن الجنس.
يذكر الله تعالى في القرآن الكريم:
"ولقد كرمنا بني آدم." (الإسراء، الآية 70)
هذا البيان يشمل جميع البشر الذكور والإناث دون تمييز. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الآيات والأحاديث التي تشجع على الاحترام والتكريم للنساء وتعزيز دورهن في المجتمع. مثل قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: "ليس أحدكم مؤمنا حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". وهذا يعكس أهمية العدل واحترام حقوق الآخرين.
من ناحية أخرى، يرى البعض أن بعض الأحكام الشرعية تبدو غير مساوية بسبب تفسيرات خاطئة أو قصور في التطبيق.
على سبيل المثال، موضوع توريث المرأة وما إذا كانت تحصل على نصف ميراث الرجل ليس نتيجة لعدم المساواة وإنما بناءً على اعتبارات اقتصادية واجتماعية داخل مجتمع الصحراء العربية القديم حيث كان الرجال غالبًا مسؤولين عن الإنفاق والحماية. كما تجدر الإشارة إلى وجود حالات عديدة في التاريخ الإسلامي حيث حصلت النساء على نفس حصص التركات التي يحصل عليها الرجال اعتماداً على الظروف الخاصة لكل حالة.
بالنسبة لمجالات أخرى مثل العمل والمشاركة السياسية، فقد تطورت وجهات النظر عبر الزمان والمكان.
اليوم، تعمل ملايين النساء حول العالم في مجالات مختلفة وأصبح لديهن حضور بارز في العملية السياسية والعامة. ويستند هذا التطور جزئياً إلى تأويل جديد للتعاليم الإسلامية الذي يستكشف مدى قدرتها على الالتواء مع ظروف الحياة الحديثة دون انتهاك جوهر الدين. إن التركيز هنا ينصبّ نحو كيفية استخدام التعليم والفهم لتوجيه تطبيق الحكم الإسلامي بطريقة تتوافق مع الحقوق الأساسية والكرامة الإنسانية المشتركة لكلا الجنسين.
وفي النهاية، فإن تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية للمرأة، والتي هي جزء حيوي من نظام حكم عادل ومنصف طبقاً لما جاء في القرآن والسنة المطهرة، يتطلب فهماً عميقاً ومتوازناً لهذه المواضيع المعقدة.