في مفردات العالم الروحي للأحلام، يحظى ظهور الأطفال بخاصةً الأولاد باهتمام كبير في الثقافة الإسلامية. يقدم العديد من المفسرين تفسيرات متنوعة لهذه الرؤية بناءً على حالة الرائي الاجتماعية وغيرها من العوامل ذات الصلة. وفيما يأتي محاولة لاستقصاء هذه الدلالات بناءً على النصوص والأدلة المقدمة في الأدبيات الدينية والشعرية القديمة:
دلالة الظهور العام للولد في المنام
بحسب أبي الفداء، أحد مشاهير المفسرين الإسلاميين، يمكن اعتبار رؤية الولد في المنام إشارة مباركة ورعاية من الله سبحانه وتعالى. إنها تعبيرٌ عن الخيرات والنعم التي ستحل قريبًا، فضلاً عن الوعد بحياة سعيدة مليئة بالنعم. بالنسبة للعازبين، خاصة النساء، قد يشير ذلك إلى بشرى سارة بزواج وشيك، بينما قد يعني للشباب شيئًا مماثلًا مثل الزفاف أو تحقيق هدف مهم. وعلى الجانب الآخر، لمن يعانون من ضائقة مادية، ربما تحمل تلك الرؤيا البشرى بانتهاء المحنة وتحقيق الفرحة والاستقرار مرة أخرى.
تفسير القبلة في المنام
تشكل قبلة الولد مشهدًا رائعًا في القصص الشعبية والتراث الشعري العربي أيضًا. فقبلة الغلام الصغيرة تُعتبر رمزًا للحنان والحميمية الحميمة التي تجمع الأب بابنه. ولكن عندما يتم تصوير البالغون وهم يقبّلون فتى مجهول الهوية، فعندئذ يصبح الأمر أكثر غموضًا وتشويقًا. هنا، يمكن أن تمثل القبلة نجاح صاحب الحلم واسترداده لحقوق مهضومة منذ فترة طويلة ضد خصوم ماضييه الذين ظلموه يوماً ما.
ولادة الولد في المنام
بالنسبة لرؤية المرأة المتزوجة وهي تلد طفلاً ذكراً وهو ليس حملها الحالي، فهذه علامة مبشرة بتيسير أمور حياتها المقبلة واقتراب موسم الخير لها بإذن الله تعالى. ومن ناحية أخرى، إذا حلمت بذلك ولم يكن لديها أطفال بالفعل، فعسى أنها بشائر بولادة ذكر قريبًا إن شاء الله. أما لو شاهدت المرأة نفسها أثناء وضع انثي، فالفقهاء القدماء اعتبروها مؤشرات لإزالة الضيق وخروج مشكلة كبيرة كانت تواجه صغيرة -كما حدث سيدتنا هاجر حين وجدت الماء لبني اسرائيل ليروي عطشهم-. وهكذا دواليك؛ فهو دليل عام على اقتراب الفرح ورفع المصيبة المؤلمة لديه.
وفي ختام المطاف وليس آخر المطاف، نسأل الله جل وعلا لنا ولكم الثبات والسداد وحسن الظن برحمته الواسعة وكرمه الجزيل إنه سميع الدعوات مجيب المضطرين.