تأويل رؤية الصراصير في المنام: نظرة شاملة عبر كتب التفسير

نظرات · 0 بازدیدها

تحظى الرؤية بتفسير متعدد الجوانب بناءً على تفاصيل مختلفة مثل اللون والحجم والسلوك داخل المنام نفسه. ومن وجهة نظر عامة يمكن القول بأن الصراصير الصغيرة

تحظى الرؤية بتفسير متعدد الجوانب بناءً على تفاصيل مختلفة مثل اللون والحجم والسلوك داخل المنام نفسه. ومن وجهة نظر عامة يمكن القول بأن الصراصير الصغيرة البيضاء بشكل خاص تُعتبر رمزًا سلبيًا، إذ تشير عادة إلى الأشخاص الذين يعيشون حياة خفية ومضطربة، سواء كانوا خصومًا أو أفرادًا لهم تأثير سلبى. وقد ترتبط بمواقف مشابهة لهاجوم عقرب صغير مختبئ خلف الأشياء أو قرب العباءة مثلاً. هذا النوع من الأفكار مستمد أساسًا من تأويل الشيخ عبدالغني بن إسماعيل النابلسي وابنه محمد بن علي بن أحمد الشهير بابن شاهين. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى عدم توافر معلومات محددة حول دلالة الصراصير نفسها ضمن أعمال هؤلاء المفسرين مباشرة. بل إن التركيز كان أكثر اتجاهًا نحو الحيوانات الأخرى كالبعوض والعناكب والقراد وغيرها مما ينتمي لنوع الحشرات الضارة عموما حسب رأي المتخصصين المبكرين في هذا المجال. وبالتالي، عند البحث عن توضيحات بشأن حلم معين تتضمن الصراصير، يستحسن الرجوع أيضًا لهذه الأعمال والاستنتاجات العامة للحشرات المشابهة لها مظاهر الخسة والتآمر والنفاق والتي غالبًا ما ترتبط بالعلاقات الاجتماعية البشرية وتوتراتها الداخلية والخارجية. وفي حين أنه ليس هناك دليل واضح وصريح يفيد تحديد القرابة الحميمة بين الرائي والمعادي الممثل بصورة هذه الزاحفات المنزلية الطفيليّة إلا انه ربما يوحي بذلك ارتباط طفيف بسبب كون مكان ظهورها بالقرب منه كتلك الحالة المسجلة عندما وجدت تلك الفقاقيع المقززة بالثياب والجسد مما يعني استعداداتها للهجوِم والإخفاء قصد خداع وعداوة الشخص المحترم والموضع بثقة وثقة الآخرين فيه. أما بالنسبة لما ورد بخزانة الفتاوى الخاصة باستظهار سر مخفيات قلب شخص آخر وذلك نتيجة لمسحه فوق جلده فعلى الأرجح أنها مؤشر لتحقيق المكاسب ماديا ولكن بعد فترة قصيرة ستختفي تماما كما قال المفسر الكبير أبو بكر بن محمد بن سيرين رحمه الله تعالى بكلماته الوازنة المثبتة هنا:"... كل حشرة تؤذي فهي عدو وفق مراتب ضررها." بالتالي إذا تحقق الأمر وكان الانتصار بإمكانيته فهو ترقب لـ"مال ثم ذهوله". وهذا يعني انتهائه وزوال ملكه لاحقا ولكنه أيضا علامة لصعود رجل القدر المرتفع المستحق لما حصل عليه سابقا لكن الآن بحكم القانون الطبيعي للتبدلات التجارية والحياتية المختلفة قد انتهى دوره وانتهى معه مصيره السابق تجاه تلك الأمور المالية المنفردة بذاته قبل الانقطاع عنها نهائيًا .

وفي النهاية يجدر بنا التأكيد مجددًا بأنه رغم أهميتها الهائلة لدى البعض إلّا أن الأحلام ليست مقياس الصحة النفسية لشخص ما وليس فيها دلائل قطعية لفهم نفس المضمون الحقيقي للأحداث الواقعية المقبلة بل مجرد احتمال وارد الحدوث فقط وهو ما أكد عليه رسول الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله : «لا تُرَيَا أحدٌ شيئا فلا يحدث به أحدا» رواه مسلم .

نظرات