العنصرية مفاهيم ومعاملة مبنية على اعتقاد خاطئ بأن العرق أو الأصل يلعب دورًا حاسمًا في تحديد سمات وشخصية البشر. هذا الخطاب يدعم فكرة تفوق شرائح محددة من المجتمع ويولد تصرفات تمييزية تُنكر الحقوق وحريات الآخرين للأسباب الجندرية.
التعريف والمبدأ
تنطلق العنصرية من أساس ثابت وهو التفرقة بين البشر بناءً على خصائص بيولوجية غير ذات أهمية في تقرير القدرات الإنسانية والقيم الأخلاقية. هنا، يرتكز الاختلاف العنصري ليس على مميزات شخصية ولكن على ظروف الولادة، مما يؤدي إلى اختلالٍ واضح في العدالة الاجتماعية. يعكس مصطلح "التمييز" بشكل مباشر النتائج العملية لهذه العقيدة الخاطئة، سواء كانت سلوكية أو مؤسسية.
الصور الواضحة للعنصرية
يمكن رؤية صورة واضحة للعنصرية عندما نجد تحيزاً أو كراهية تستهدف فرداً بعينه بسبب لونه أو عرقه أو خلفيته الوطنية؛ كما يمكن أن تأخذ شكل مزاح خفيف الظل لكن دوافعه رفضٌ أو قلة احترام لأصول الآخر المختلف عنها. كذلك، قد تكون طرداً لفرد ما من فرصة عمل لمجرّد انتماء عائلي معين، وهو مثال مؤلم لكيفية انتشار العنصرية عبر الأجيال.
نماذج متعددة للعنصرية
تظهر عدة مظاهر متنوعة للعنصرية بما فيها:
- العنصرية الفردية: تعرف أيضاً بالعنصرية الذاتية، وهذه الحالة تتمثل في وجود مشاعر سلبية لدى الشخص تجاه نفسه نتيجة لعوامل خارجية كاللون أو الثقافة أو الانتماء الاجتماعي.
- العنصرية الشخصية: يحدث هذا النوع من العنصرية حين تنشأ مشاعر معادية تجاه مجموعة معينة بناءً على هويتهم الإثنية أو الثقافية، غالباً ما يأخذ شكل الصراع بين طرفَيْ الضحية والجاني.
- العنصرية المؤسسية: تؤكد هذه المرحلة على نظام اجتماعي يعمل ضمن إطار رسمي ليحقق انحيازاً لصالح قسم معين بينما يقوض فرص الأقسام الأخرى بالتساوي أمام القانون وضمان حقوق المواطنينAlike.
- العنصرية الهيكلية: ترتبط بتكوين مجتمع مُستند إلى هيكل اجتماعي طبقي يساهم بازدواجية المعايير وتمييز مستتر ضد مجموعات سكانية محددة رغم نوايا الجميع حسن النية.
- العنصرية التمثيلية: تعتمد وسائل الإعلام كمصدر رئيسي لنشر الصورة النمطية حول الأعراق المختلفة وكثيراً ما تستخدم تلك الوسائل رسومات كاريكاترية لتبسيط وجهات النظر وسلطتها التأثيرية في تشكيل الرأي العام السلبي نحو特定العِرقِ الخاصِ بهم.
هل العنصرية ضد العنصريين مبررة؟
إن ردود فعل عدائية تجاه معتقدات عنصرية ليست دفاعًا مقبولًا عن حق الدفاع الذاتي وإنما مجرد تكرار لدائرة الشر المتكررة والتي ستؤدي حتماً لتكريس المزيد من الاستقطاب واستدامة الانقسام الدائم بدلاً من تحقيق الحلول المنشودة لبناء سلام دائم واحترام متبادَل بين جميع الشعوب بلا استثناء واحد منهم مهما اختلفت صفاته الخارجية عنه!