في ظل انتشار مفاهيم غريبة ومبتكرة في عالم العلوم الروحية والفلسفية، أصبح مصطلح "الإسقاط النجمي" شائعًا بشكل متزايد، مما يستدعي إعادة النظر في جذوره ومدى توافقه مع العقيدة الإسلامية. يشير مصطلح "الإسقاط النجمي" إلى اعتقاد البعض بقدرتهم على تفكيك أجسامهم الفيزيائية مؤقتًا أثناء النوم للتنقل خارج حدود الواقع المادي واستكشاف أماكن أخرى. ومع ذلك، وفقاً للنصوص الشرعية والدراسات العلمية الحديثة، هذه الأفكار غير مدعومة بالأدلة ولا تتبع التعاليم الإسلامية الصحيحة.
وفقاً للتوحيد الإسلامي، الإنسان يتكون من جزئين رئيسيين: الجسد والروح. يؤكد القرآن الكريم والسنة النبوية على الطبيعة الحسية والجسدية للإنسان، مشيرين إلى مراحل نموه منذ كونها مجرد نواة صغيرة إلى شخص مكتمل ومتكامل ("لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعله نطفة في قرار مكين ثم خلق النطفة علقة...") [23]. كما أكدت السنة النبوية على دور الملائكة في تنفس الروح في الجنين بواسطة الملك الموكل بذلك الأمر من الله عز وجل.
بالتالي، الروح ليست ذات طبيعة مادية بل هي جزء معنوي يعطي للجسد خصائصه الحيوية مثل القدرة على الشعور بالحياة والتفاعل مع البيئة المادية. ولذلك، فإن الحديث عن "الجسم النجمي"، والذي يعتبر اختراع فلسفي ومنطقي وليس مستندًا لأي حقائق دينية أو علمية، يعد افتراءًا وخرافةً لا أساس لها من الصحة. فالروم عبارة عن حالة ميتافيزيقية سرية للغاية، يمكن معرفتها فقط عبر الوحي الرباني والنصوص الدينية الثابتة.
بالإضافة لذلك، تشدد النصوص الدينية أيضًا على اتحاد الروح والجسم خلال حياة الشخص وعزلتهما عند الموت والاستيقاظ من النوم؛ وهناك أدلة قرآنية عديدة تثبت ذلك منها قول الله سبحانه وتعالى "...والتي لم تمت في منامها". ومن الواضح أن المفاهيم المتعلقة بالإسقاط النجمي تتناقض بشكل واضح مع هذين المبدأين الأساسيين في العقيدة الإسلامية.
وفي ضوء كل ما تقدم، اتفق معظم العلماء المسلمين المعاصرين كعبد الرحمن بن ناصر البراك وغيره على عدم مشروعية تعلم هذه الظاهرة أو تدريسها أو الانخراط فيها بسبب افتقارها للدليل الديني والعلمي. إنها تناقضات واضحة مع التصورات والمعتقدات الإسلامية الراسخة حول الطبيعة البشرية وفلسفتها. ولذا، ينصح المسلمون بتجنب مثل تلك الادعاءات الغيبية والتي تؤدي بهم نحو طريق الضلال والخرافات.