- صاحب المنشور: ريانة الجزائري
ملخص النقاش:تعد قضية التغير المناخي واحدة من أهم القضايا التي تواجه العالم اليوم. هذه الظاهرة الطبيعية المتسارعة تتسبب في أمواج حرارة غير مسبوقة، جفاف، هطول أمطار غزيرة وغير منتظمة، وفيضانات كارثية، وكلها عوامل تؤدي إلى تراجع الإنتاج الزراعي والإمدادات الغذائية العالمية. هذا الوضع له تداعيات خطيرة خاصة فيما يتعلق بالأمن الغذائي للأجيال الحالية والمستقبلية.
إن تأثير التغير المناخي على الزراعة واسع ويأخذ عدة أشكال. أولاً، زيادة درجات الحرارة يمكن أن تقصر موسم الزرع وتقلل من إنتاج المحاصيل الرئيسية مثل القمح والأرز والشعير. ثانياً، الجفاف الطويل الأمد الذي يزداد خلال فترات الجفاف، يؤدي إلى فشل المحاصيل أو انخفاض شديد في الغلات حتى عند استخدام أفضل التقنيات الحديثة للري. بالإضافة لذلك، تغير أنماط الأمطار قد يجعل بعض المناطق أكثر عرضة للجفاف بينما تتعرض مناطق أخرى لجرائم الفيضان الكبيرة التي يمكن أن تضر بالتربة وتحولها إلى أرض قاحلة غير صالحة للزراعة.
تأثيرات بعيدة المدى
هذه التأثيرات ليست مقتصرة على الدول النامية فقط ولكنها أيضاً تهدد كفايّة واستقرار الدول الأكثر تقدماً زراعياً. هذا الأمر ليس مجرد ندرة مؤقتة بل هو اتجاه مستقبلي ذو مخاطر طويلة الأجل بسبب الاستنزاف الدائم للموارد الأرضية والماء والهواء نتيجة للتلوث البيئي الناجم عن الانبعاثات الصناعية والتغييرات المناخية نفسها.
بالنظر إلى المستقبل، فإن السيناريوهات المحتملة تبدو مظلمة إذا لم يتم التعامل مع المشكلة بإجراءات فعالة ومبكرة. هناك حاجة ملحة لتنفيذ سياسات تعزيز القدرة على مواجهة تحديات التغير المناخي والتي تشمل تحسين التربية الزراعية، تطوير البنية التحية الريفية، دعم البحث العلمي لتطوير أصناف محاصيل مقاومة للتطرف الجوي، فضلاً عن رفع مستوى الوعي العام حول العلاقة بين تغير المناخ والأمن الغذائي.
وفي نهاية المطاف، يعد تحقيق الأمن الغذائي جزءا أساسيا من هدف عالمي أكبر وهو ضمان حياة كريمة وبشرية للسكان الحاليين والمستقبليين على وجه الأرض.