للأضحية مكانة عظيمة في الإسلام، فهي عبادة طيبة وتعبير عمّن إيمان المؤمن برسالته صلى الله عليه وسلم واتباع سنّة أبيه إبراهيم عليه السلام حسب حديث ضعيف منسوب إلى الرسول الكريمﷺ:"ما هذه الأضاحي؟ قال: سنة أبيكم إبراهيم". تتجسد أهميتها بشكل خاص حين تُذبَح داخل البيوت حيث يشهد أفراد أسرة واحدة هذا العمل الديني المبارك ويتشاركون لحظاته المباركة. يعد هذا الفعل وسيلة للتقرّب إلى الله عز وجل وهو أمر محمود شرعًا كما جاء في الآيات القرآنية :"لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم" [الحج:37]. لكل شعرة من حيوانات الضحايا حسنتان حسب بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي توضح مكانتها الروحية العالية. تفوح روحانية فريدة خلال عملية الذبح نفسها كون الدم المغدور به يُعتبر سبب غفران الذنوب وفق تأويل قدسي أيضًا. يتحقق جانب تربوي معرفي لدى الأطفال الذين يشاهدون أبويهم وهم يؤدون خدماتهم الإلهية وعند مشاركتها مع الأقارب والجيران تصبح مفتاحا لإرساء روابط اجتماعية متينة وتعزيز الوحدة المجتمعية القائمة على أخوة الدين الواحد.
يتميز موقف ابن عابدين بتأكيده ضرورة نية صاحب الأمر منذ بداية اختيار الحيوان المناسب لهذه المناسبة مقدرا بذلك الخطوة الأولى نحو تحقيق غاية نبيلة وهي رحلة نحو تقريب المسافات بين الخالق وخليفته. كذلك يشدد مذاهب متعددة حول حاجة المرء لرفع يديه رافعاً أصواته بالتحيات والصلاة على المصطفى وبعد ذلك تسميته جل اسم الرب جل اسمه ثم تكبيرة الجهر بعد التعبد السابق ذكره وعلى رأس تلك الطوائف طائفتان هما المالكي والحنفي بينما يعزو البعض الآخر نفس التأثير للسنة المطهرة لحديث ثابت ثبت صحته عبر سند صحيح سند صحيح مسندا إليه والذي ورد فيه تشبيه تلك اللحظة بمقدم الفرح الأسري."بالأسماء والصلوات عليهم وعلى آل محمد عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم". أما بالنسبة إلى كيفية تقديم الذبح فعليًا فهو أمر واضح تمام الوضوح إذ ينظر الشرع باستحسان القيام بهذا العمل الشخصيًا إلا إذا حال دون مباشرة الثقة عامل خارجي كعدم القدرة البدنية مثلاً فلابد حينئذٍ من وجود شاهد مسلم مستوفي للشروط الإسلامية المعتمدة. يحرص الكثير منهم أيضا على المحافظة أثناء العملية قدر الطاقة واحتقار للقرابين وحث النفس على استخدام أدوات نظيفة ومعقمة مثال ما تقوم به الأحناف بمجرّد بدأ مرحلة الانتظار المؤقت قبيل انتقاء الوقت الأنسب لنزع حياة ريحانتهم الحلال والتي تكون عادة عقب انكسار صيام اليوم الأخير من عيد الفطر أو عيد الأضحى حسب الحالة الخاصة بكل فرد مفادها هنا حضور شهر رمضان ووصوله لانطلاقة دورانه السنوي الهجري الثاني. أخيرا وليس آخرا يحفظ المؤمنون حرمة الاتجاه تجاه المبنى المقدس حيث مسجد الإسلام الأعظم بقبته الجميلة بمكة المكرمة بغرض محاكاة توجه ذات الوجهة سواء أكانت تلك التفاصيل متعلقة بشخص الراغب في قتل مخزن الحياة أم حتى اداة عملية كالمدية المعدة لذلك الغرض وقد اعتبره جمهور الفقهاء شرط صدقا وصحة لمن يريد تنفيذ دعائه ضد ربه سبحانه وتعالى. وفي نهاية الحلقة تطالب كافة المواطنون بالمشاركة بنوع خاص لتلك الحقائق الهائلة بما فيها امتلاك ثواب كبير مقابل انتقال جزء منها إليهم جميعًا كنصب عين لهم ولجميع المقيمين لدينا ضمن مدن المملكة العربية السعودية وكذلك المناطق الأخرى مما حول حدود الأرض بوفرة يسر ورزق واسعا رزقه ملك الدنيا والآخرة جل وعلا.