تتناول الآية الكريمة "هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ" (البقرة: 187) موضوع العلاقة الزوجية من منظور ديني وروحي. فالمفسرون قد فسروا هذه الآية بأنها تشير إلى الستر والمحبة والرحمة بين الزوجين.
يقول ابن كثير في تفسيره: "هن ستر لكم وأنتم ستر لهن"، أي أن كل واحد منهما يمنع الآخر من الفجور ويغنيه عن الحرام. والعرب تكني عن الأهل بالستر واللباس والثوب والإزار. كما يرى بعض المفسرين أن "هن لباس لكم" تعني أن المرأة هي سكن للرجل، وأن "وأنتم لباس لهن" تعني أن الرجل هو سكن للمرأة.
ويضيف صاحب الظلال تفسيرًا آخر لهذه الآية، حيث يرى أن "الرفث" المذكور في الآية يشير إلى مقدمات المباشرة أو المباشرة نفسها، وهي مباحة في الإسلام، ولكن القرآن الكريم يرفض التعبير عنها بلفظ حيواني، بل يصفها بلغة رقيقة ورفيعة. فالتعبير القرآني "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن" يشمل معاني متعددة مثل القرب والملاصقة والستر والتجميل والغطاء والمتعة والوقاء من الحر والبرد، ويرتفع بمشاعر الإنسان عن المستوى البهيمي في الوقت الذي يلبي فيه متطلبات جسده.
وبالتالي، فإن هذه الآية الكريمة تؤكد على أهمية العلاقة الزوجية في الإسلام، وتصفها بأنها علاقة مبنية على الستر والمحبة والرحمة، والتي ترفع من مستوى الإنسان الروحي والجسدي.