في هذا الوقت المبارك من السنة، حيث يستقبل المؤمنون شهر رمضان بشوق وحماس, دعونا نتذكر كم منا قد سبق وان استمتع بحلاوات هذا الشهر، لكن الأقدار كانت لها مشيئة أخرى بالنسبة للبعض. اليوم، وهم في قبورهم، يتمنون ولو للحظة واحدة فقط لإعادة تجربة تلك الليالي والأيام المقدسة. لذلك، فلنحمد الله أن منحنا مجدداً الفرصة لتقديم أفضل ما لدينا، ولإصلاح ما يمكن تصحيحه من أعمالنا خلال العام الماضي.
أيها الإخوان والأخوات، لنركز جهودنا ونزيد من طاعاتنا في هذا الشهر العظيم. فالصدقة ليست مجرد عمل تجاه الفقراء والمحتاجين، بل هي وسيلة قوية لتحقيق البركة والصلاح الروحي. فالتصدق بفطور صائم يعد عملاً صالحاً يجزل الله أجره لمن يقوم به. لقد وعد النبي صلى الله عليه وسلم بأن "مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ"، وهذا يشجعنا جميعاً على بذل قصارى جهدنا في الصوم والقراءة والتضرع إلى الله عز وجل.
ومن الثروات المهمة الأخرى التي يتميز بها رمضان والتي توفر فرصاً هائلة للإخلاص هي قيام الليل والاعتكاف في المساجد أثناء الشهر الفضيل. خاصة خلال العشرة أيام الأخيرة من رمضان، حيث تتضاعف الأعمال ويتوفر وقت ذهبي للبحث عن ليلة القدر التي تعد نفحات روحانية مباركة تعادل ثواب عبادة ألف شهر. يقول الرسول الكريم: "مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ". لذا، فلنتحل باليقظة والجدية لننهض لصلاة التراويح بكل اخلاص وثبات.
وفي الأخير، دعونا ندعو إلى الله قائلين:
"اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم. اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان."
نسأل الرب الرحيم أيضاً أن يوفقنا لأداء الصوم والجهاد بالتلاوة والإخلاص في العمل الصالح. كما ندعوه أن يحقق لنا أعمال التقوى ويحمينا من الشر والخيانة، وأن يغفر زلاتنا ويعافي مرضانا ويعزز إيماننا بالحياة البسيطة البارة بالإيمان والحكمة.
واعلم أخي المسلم وأختاه أنه بإمكان الجميع تحقيق التفوق الروحي بغض النظر عن ظروف الحياة اليومية بإظهار النوايا الطيبة والسعي نحو المثالية الدينية. فلنبدأ معا رحلة جديدة مليئة بالأمل والإيمان والثقة في فضائل رمضان المجيدة!
