توضيح حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: 'كل مصور في النار'

التعليقات · 0 مشاهدات

في الحديث الشريف النبوي، وردت عبارة "كل مصور في النار". يعتبر هذا الحديث حجة قوية ضد التصوير والشخوصات، لأنها تشير إلى عقاب شديد لمن يقوم بها. ولكن لت

في الحديث الشريف النبوي، وردت عبارة "كل مصور في النار". يعتبر هذا الحديث حجة قوية ضد التصوير والشخوصات، لأنها تشير إلى عقاب شديد لمن يقوم بها. ولكن لتوضيح هذه العبارة بشكل صحيح وبعيداً عن أي سوء فهم، نحتاج إلى النظر في سياق الحديث وفي تفسيرات العلماء الذين سبقونا.

أولاً، ينبغي التأكيد على أن الحديث يشير تحديداً إلى الأشخاص الذين يصنعون الصور الحيوانية والبشرية بغرض عبادة تلك الصور أو تكريمها. لم تكن هناك تقنية للتصوير الفوتوغرافي في ذلك الوقت، لذا كان الأمر يتعلق بالرسم اليدوي للشخصيات الحيوانية والبشرية. الإسلام يحظر بناء القبور والأصنام والعبدة للأوثان حسب القرآن الكريم والسنة النبوية، ويمكن اعتبار تصوير الشخصيات البشرية ضمن هذا السياق لأنه قد يؤدي إلى مثل هذه الممارسات غير المقبولة.

ثانياً، بعض العلماء يفسرون الحديث على أنه دليل على حكم المحرمات العامة وليس فقط الرسم البشري. فقد ذهب الإمام ابن تيمية وابن حجر وغيرهما إلى أن الحكم العام للمصورين هو الحرام بسبب احتمال تحويل الصورة إلى معبود بدلاً من كونها مجرد عمل فني.

ومع ذلك، تتواجد وجهة نظر أخرى أكثر تساهلاً ترى أن الحديث ليس له علاقة مباشرة بالتعبير الفني للإنسان، بل يعود أساساً إلى مخاوف تاريخية حول استعمال الصور كوسيلة للتقديس والتبرك بها. وبالتالي، فإن الفن التشكيلي نفسه لم يكن محظوراً تماماً ولكنه يحتاج إلى تجنب الاحتمالات الخاطئة التي يمكن أن تنجم عنه.

وفي الختام، رغم وجود خلاف بين العلماء بشأن مدى تطبيق الحديث على مختلف أشكال التصوير الحديثة، إلا أن consensus واضح بأن استخدام الصور لأهداف دينية خاطئة أو مشابهة لذلك، يعد أمراً غير مقبول وفقاً لتعاليم الإسلام.

التعليقات