تعد سورة القمر واحدة من سور القرآن الكريم التي تحمل بين طيّاتها معانٍ عميقة وموضوعات متنوعة. تأتي هذه السورة العظيمة ضمن الجزء الخامس والعشرين من المصحف الشريف، وتقع في مجموعة السور المكية حسب التسلسل القرآني التقليدي. تتألف سورة القمر من ثلاثين آية كريمة، ويتم تسميتها باسم "القمر" نسبة إلى الحدث الفلكي البارز الذي ذكرته الآيات الأولى منها، وهو انشقاق القمر كإحدى المعجزات النبوية المبكرة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
تنقسم دلالات وسياق سورة القمر إلى عدة محاور رئيسية تشمل الدعوة إلى الإيمان بالله عز وجل وخالقه الواحد الأحد، فضلاً عن التأكيد على حقيقة قيام الساعة والحساب الأخروي. كما تستعرض بعض القصص التاريخية لتلك الأمم السابقة وكيف أنهزموا بسبب تكذيب رسلهم وطغيانهم. بالإضافة لذلك، فإن للسورة جانب تربوي وإرشادي للأفراد والجماعات المسلمة، حيث تدعو المسلمين للاستعداد للموقف يوم الحساب عبر الأعمال الصالحة والإخلاص لله وحده.
إن سورة القمر تعتبر مصدر إلهام كبير للتدبر والتفكر بما فيها من أحاديث عن خلق الكون وأسراره الخفية، مما يزيد إيمان المؤمن ويقوي عقيدة الفرد في قدرة الخالق عز وجل وعظم شريعته. إنها دعوة مستمرة للبشر جميعاً لاتباع طريق الهداية والاستقامة قبل فوات الأوان، لتحقيق حياة سعيدة وزاخرة ببركات رب العالمين في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى.