حديث "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" هو من الأحاديث النبوية الشريفة التي توضح أهمية احترام المسلمين لبعضهم البعض. في هذا الحديث، يشير النبي محمد ﷺ إلى أن سب المسلم بغير حق يعتبر فسوقًا، أي خروجًا عن طاعة الله ورسوله. الفسوق هنا أشد من مجرد العصيان، حيث أنه يقع معطوفًا على الكفر في الآية القرآنية: "وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ" (الحجرات: 7).
أما قتال المسلم لأجل إسلامه، فهو يعتبر كفرًا، أي خروجًا عن الملة وانسلاخًا عن حكم الإسلام والإيمان. هذا الكفر هنا ليس كفرًا مخرجًا من الملة إلا إذا استحل ذلك، أي إذا اعتبر القتال حلالًا. أما إذا لم يستحل ذلك، فهو كفر دون كفر، أي كفر طاعة وكفر نعمة، حيث يعتبر قتال المسلم لأجل إسلامه كفران لنعمة أخوة الإسلام التي جعلها الله سبحانه بينهم.
وقد اختلف العلماء في تفسير هذا الحديث، فمنهم من قال إنه في المستحل، ومنهم من قال إنه كفر الإحسان والنعمة وأخوة الإسلام، ومنهم من قال إنه يؤول إلى الكفر بشؤمه، ومنهم من قال إنه كفعل الكفار. والله أعلم.
هذا الحديث يدل على أهمية احترام المسلمين لبعضهم البعض وعدم سبهم أو قتالهم لأجل إسلامهم. فسب المسلم بغير حق يعتبر فسوقًا، وقاتله لأجل إسلامه يعتبر كفرًا دون كفر إلا إذا استحل ذلك.