سنن الراتبة هي صلوات مستحبّة يؤديها المسلمون بعد الفرائض الرئيسية الخمس. وقد وردت أحاديث نبوية تشير إلى أهميتها ومكانتها العظيمة عند الله تعالى. إن أدائها في بيت المرء له فضل خاص كما جاء في الحديث الصحيح المتفق عليه عند مسلم وابن ماجه: "إنَّ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ يَوْمٍ عَهْدٌ يُؤَدِّيهِ إلَى خَلائِقِهِ، فَمَنْ قَرَأَ ثِنْتَيْ عشرة آيةً مِن كِتابِ اللَّهِ سَبَّحَ إلَيْهِ بِهنَّ وَقَرَأَ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنَا، وَلِيُمِدَّنَا مِن رِّزقِكَ فكانَ ذالكَ ألذُّ إلَيْهِ ممّا كان أقبل." هذا يدل على الثواب الكبير لأداء هذه السنن حتى وإن كانت في مكان وسطي مثل المنزل.
بالرغم من ذلك، هناك بعض الأحكام التي يجب مراعاتها عند أداء السنن الرواتب في البيت. أولاً، ينبغي للمسلم التأكد من الطهارة سواء طهارة المكان بطلان الماء أو عدم وجود نجاسة فيه، وكذلك طهارته الشخصي بما يشمل الوضوء قبل الصلاة. ثانياً، الحرص على اتباع السنة النبوية فيما يتعلق بالأوضاع والحركات أثناء الصلاة؛ وذلك لأن الفعل باتفاق المسلمين سنة مؤكدة إذا وجد دليل عليها من فعل النبي صلى الله عليه وسلم. أخيرا وليس آخرا، ليس شرطا أن يتم تأدية كل السنن رواتب متوالية مباشرة بعد الفرض الرئيسي. يمكن تقسيمها خلال اليوم بناءً على القدرة والراحة الشخصية.
في النهاية، رغم سهولة الوصول إلى المسجد لتلبية السنة الواجبة لصلاة الجماعة، فإن أداء السنن الرواتب في المنزل يحمل أيضا الكثير من الأجر والثواب خاصة عندما تكون الظروف الحياتية تعيق الذهاب إلى المساجد بشكل منتظم. لذلك، يجب على المسلم أن يسعى لإتقان وتطبيق هذه الشعائر الدينية مهما كانت البيئة التي يعيش فيها.