حكم رش الماء على القبر: بين الجواز والبدعة

التعليقات · 1 مشاهدات

يختلف حكم رش الماء على القبر باختلاف النية والقصد من هذا الفعل، وفقًا لما ذكره العلماء. فإذا كان الغرض من رش الماء على القبر هو تثبيت التراب لمنع كشف

يختلف حكم رش الماء على القبر باختلاف النية والقصد من هذا الفعل، وفقًا لما ذكره العلماء. فإذا كان الغرض من رش الماء على القبر هو تثبيت التراب لمنع كشف التراب عن الميت، فإن ذلك جائز، كما بيّن العلماء. أما إذا كان القصد غير ذلك، مثل التعبد بذلك أو الاعتقاد بأن ذلك ينفع الميت، فإن هذا الفعل لا أصل له في الشريعة الإسلامية، وعليه فهو من البدع المستحدثة ويجب تركه.

ومن المهم أن نذكر أن زيارة القبور تعد من السنن التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم وحث عليها، حيث كان يزور القبور بنفسه. وقد أجمع العلماء على مشروعية زيارة القبور استنادًا إلى فعل الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام وأئمة المسلمين. والحكمة من مشروعية زيارة القبور هي تذكير الإنسان بمصيره ومآله، وتذكيره بالآخرة، ونيل الميت دعاء من يزوره، حيث يكون بأمس الحاجة إلى من يحسن إليه في الدعاء.

وعند زيارة القبور، لا بد من مراعاة العديد من الآداب والفضائل. فلا يُقبل من زائر القبور المشي بينها بنعليه، ولا يُشرع وضع الورد أو النخل أو الريحان على القبر. كما لا تجوز قراءة القرآن عند القبور، فالثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف ذلك. ويحرّم الذبح في المقبرة ولو كانت الغاية منه والقصد وجه الله تعالى. ويحرّم رفع القبر أو البناء والكتابة عليه، وإيقاد السراج على القبر أو تزيينه، أو وضع التحف والرخام والستور عليه. ويحرّم على زائر القبور الجلوس عليها، أو الصلاة أو بناء المساجد عليها. ولا يجوز اتخاذها أعياداً أو مواسماً خاصةً، ويحرّم السفر أو شدّ الرحال إليها، أو نبشها، أو زيارتها في أيامٍ معينةٍ؛ كيوم عاشوراء أو العيد.

وبالتالي، فإن رش الماء على القبر جائز إذا كان الغرض منه تثبيت التراب فقط، أما إذا كان القصد غير ذلك، فهو من البدع المستحدثة ويجب تجنبه.

التعليقات