في الإسلام، يتمتع السلام بمكانة خاصة ويعتبر جزءًا مهمًّا من الأخلاق الإسلامية. تحمل التحية المعروفة بـ "السلام عليكم" معاني عميقة تشمل الأمن والطمأنينة والتسامح. هذه التحية تعزز الوحدة الاجتماعية وتعكس القيم الإلهية كما جاء في القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية المطهرة.
الحكمة من نشر السلام بين الناس تكمن في تحقيق عدة فوائد تتجاوز مجرد تبادل الأدب الاجتماعي. أولاً، تُجسد هذه التحية روح الصداقة والأخوة بين البشر، مما يساهم في خلق مجتمع أكثر انسجاماً وتكاملاً. ثانياً، تعتبر وسيلة فعالة لإبعاد الخلافات والكراهية وبث الروح المتعاونة بين الأفراد والجماعات المختلفة داخل المجتمع. وفي الجانب الديني، يعد السلام عبادة مكافأة فيها بالحسنات والإكرام عند رب العالمين.
بالإضافة إلى ذلك، فإن إطلاق التحية يساعد في تقريب القلبانية لله عز وجل، حيث أنها إحدى الأعمال التي أقرب قلب العبد إليه سبحانه وتعالى. بالإضافة لذلك، تعمل على توطيد العلاقات الحميمة وتحقيق الألفة والمودة بين الأشخاص. وجود السلام بنطاق واسع يجلب البركة والخير لكل مكان يقام فيه سواء كان منزلًا أو سوق عمل وغيرها من أماكن الاختلاط العام. علاوةً على ذلك، يعمل هذا الإجراء الشرعي على صرف الجن والشياطين من المكان.
أما آداب التحية فهي مستمدة مباشرة من سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي تدعم أهميتها. تشدد هذه السنة الشريفة على ضرورة تبادل السلام بشكل عام وليس فقط مع الأقارب والمعارف. يستحق الجميع تلقى التحية بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي أو العمر أو حتى جنسهم. يكرم المسلم الأكبر سنا أو صاحب المنصب أعلى إذا بدأ هو بالسلام أولا ولكنه ليس شرطاً أساسياً. كذلك يمكن للسائق تقديم التحيات لأولئك الذين سيرا على الأقدام وكذلك للحاملين للأمتعة الثقيلة نتيجة لسيطرتهم على مركباتهم أثناء الرحلة.
بالانتقال لصيغة التحيات المناسبة، فقد نصح الرسول الأعظم باستخدام عبارة كاملة مثل "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته". تبدأ هذه الصيغة بحرف المد "عليكم" للإشارة إلى المستقبل والاستعداد لاستقبال ردgreeting المتوقع وهو "(وعليكم) السلام ورحمة الله وبركاته ". قد تمت إضافة كلمة المغفرة ولكن ثبت عدم صحه تلك الزيادة حسب البحوث الحديثية القديمة الحديثة نسبيا. إنها طريقة بسيطة جدا لتقديم الاحترام والمودة بطريقة رسمية تؤكد احترام قواعد التعايش البشري المشترك داخل مجتمع مسلم موحد ومتلاحم بروابط الدين والعادات الجميلة المشتركة منذ عهد رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم وما بعده نحو عالم مليء بالأمان والمحبة حقا!
