يجمع الفقهاء الإسلاميون على مشروعية مشاركة الأطفال في صلاة عيد الفطر وعيد الأضحى، مستندين بذلك إلى أحاديث نبوية شريفة تؤكد حضورا نشطا لهم جنبا إلى جنب مع أفراد الأسرة. ويعدّ هذا الأمر فرصة ثمينة لنشر ثقافة التدين وتنمية روحانية لدى الجيل الناشئ منذ سن مبكرة.
في صحيح البخاري ومسلم، رويت قصة مهمّة تتعلق بمشاركة النساء الصغيرات السن في صلاة العيد، حيث ذكر أنهن كانوا يقبعن خارج مجال الرؤية خشية انتهاك خصوصيتهن أثناء بلوغهن سن البلوغ. لكن عندما استشارت إحدى هؤلاء الفتيات الرسول صلى الله عليه وسلم حول كيفية حضورها للصلاة دون امتلاك ثياب خاصة بها، أمرها أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها بإعارة بعض ملابسها حتى تستطيع التألق برؤية "الخير" ومشاركتهم دعواتهم الطيبة. وهذا يشير بشكل واضح لحق كل فرد بغض النظر عن العمر بحضور الشعائر الدينية والاستمتاع بروعتها.
إضافة لذلك، فإن اصطحاب الأطفال للعيد له تأثيرات عميقة ومتنوعة عليهم وعلى مجتمعاتهم. فهو يساهم بتعزيز قيم احترام التعبد والصلاة كأساس أساسي للدين الإسلامي ويعزز الانتماء الديني والثقافي لديهم. بالإضافة لذلك، يوفر بيئة مليئة بالألفة والمرح بين مختلف الأعمار مما يعكس جو الاحتفالات السعيد التي تحيط بالعيديْن الكبيريين.
بالانتقال للحالة العمليه لمنطق المسجد، يُسمح للأطفال بالحضور بشرط عدم خلق اضطرابات كبيرة أثناء أقسام الصلاة المختلفة. وقد وردت العديد من الأمثلة التاريخيه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وكيف كان يستقبل وجود الأطفال الصغار بكثير من الرحمة والحنان خاصة عند سماع همسات دموعهم الصغيرة اثناء القراءة. بناء عليه، يمكن اعتبار دخول الاطفال الى المسجد ولكنه تحت اشراف مباشر من قبل ذويهم لتحقيق مستوى أعلى من الانضباط والكفاءه.
وفي الأخير، تلعب الاسره دور حيوي جدا في تشكيل هذه الهوية المستقبليه للشباب عبر غرس العقيدة والقيم الاسلاميه داخل اروقة المنزل وكذلك المدارس والمعابد نفسها. فالهدف النهائي هو تكوين جيلا متماسكا ذات اعتقاد راسخ قادر علي تحمل تحديات الحياة الحالية والمستقبلية بسلوك اخلاق وانسانيات اصلها منهاج رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-.
