سورة نوح: رحلة الإيمان والصبر في مواجهة الشدائد

التعليقات · 0 مشاهدات

تعد سورة نوح واحدة من سور القرآن الكريم التي تحمل بين طياتها دروساً عميقة حول الصبر والثبات على الحق في وجه تحديات الحياة وصراعات النفس البشرية. تتألف

تعد سورة نوح واحدة من سور القرآن الكريم التي تحمل بين طياتها دروساً عميقة حول الصبر والثبات على الحق في وجه تحديات الحياة وصراعات النفس البشرية. تتألف هذه السورة المباركة من خمس وأربعين آية، وتعتبر جزءاً أساسياً من الجزء العشرون من المصحف الشريف. تُسمّى بسورة "نوح"، نسبة إلى النبي نوح عليه السلام الذي يُذكَر فيها بإسهاب كمثال حي للصبر والإصرار على الدعوة لله تعالى رغم مقاومة قومه له وعدم استجابتهم لدعوته المستمرة.

تنطلق السورة بتأكيد قوة الله عز وجل ورحمته الواسعة للإنسانية جمعاء: "هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمْ الْملائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءاياتِ رَبِّكَ". ثم توضح كيف كانت بداية الرسالة النبوية لـ نبي الله نوح حينما أمره ربه بدعوة قومه لعبادة الله وحده والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولكن، كما هو الحال مع العديد من الأنبياء قبله وبعده، وجد نوح نفسه أمام تحدٍ كبير يتمثل في تكذيب أكثر الناس بغيه واستهزائهم برسالته.

في قصة نوح الطويلة والمعبرة، يمكن لنا جميعاً أن نتعلم درساً هاماً بشأن أهمية الثبات على الطريق المستقيم حتى لو كان ذلك يعني المخاطرة بمواقف غير مريحة اجتماعياً. لقد صبر نوح وواصل دعوته لمدة طويلة بلغت ألف سنة إلا خمسين عامًا! ولم تستجب غالبية أقربائه إلا بعد فوات الأوان وبينما كانوا على متن سفينة نوح التي هبط بها المولى سبحانه وتعالى نبيه ومؤمنيه كحصن ضد عقاب الأرض الغاضبة نتيجة عصيان أهلها وطغياهم.

وبهذا القدر من التفاصيل والشرح الموجز لسورة نوح, نجد أنها تسرد حكاية مليئة بالعبر والقيم الأخلاقية المؤثرة والتي تشجع الإنسان الحديث أيضاً لتحدي العقبات بإخلاص ودعوة الآخرين نحو طريق الحق والخير مهما اختلف ردود الفعل المحيطة بهم. إن لهذه السورة وقع خاص في قلوب المسلمين كونها تحكي قصة بطل إيماني بارز وهو ابن آدم الأكبر - سيدنا نوح عليه السلام -. إنها إذًا دعوة متجددة لنبحث داخل ذواتنا ونستمد القوة والحكمة منه لنسلك درب الاستقامة والسعادة الروحية الهادفة.

التعليقات