سورة المؤمنون، التي تعد واحدة من سور القرآن الكريم المكية، تحمل في طياتها رسالة قوية حول صفات المؤمنين الحقيقيين. تبدأ السورة بوصف المؤمنين بأنهم "الذين هم في صلاتهم خاشعون" (المؤمنون: 2)، مما يشير إلى عمق إيمانهم وتواضعهم أمام الله. ثم تواصل السورة في وصفهم بأنهم "عن اللغو معرضون" (المؤمنون: 3)، أي أنهم يبتعدون عن الكلام الفارغ والباطل.
تتابع السورة في وصف أعمال المؤمنين، حيث يذكرون بأنهم "للزكاة فاعلون" (المؤمنون: 4)، مما يدل على سخائهم وكرمهم. كما يصفون بأنهم "للفروج حافظون" (المؤمنون: 5)، أي أنهم يحافظون على عفتهم ويبتعدون عن الفواحش.
وتوضح السورة أيضًا حدود هذه الحفاظة، حيث تقول "إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين" (المؤمنون: 6)، مما يعني أن الزواج هو السبيل الشرعي الوحيد للانتفاع بالفروج. أما من يتجاوز هذا الحد، فهو "العادون" (المؤمنون: 7)، أي الذين اعتدوا حدود الله.
وتواصل السورة في وصف صفات المؤمنين، حيث يذكرون بأنهم "لأماناتهم وعهدهم راعون" (المؤمنون: 8)، أي أنهم أمناء في حفظ الأمانات والوفاء بالعهود. كما يصفون بأنهم "على صلواتهم يحافظون" (المؤمنون: 9)، مما يدل على أهمية الصلاة في حياتهم اليومية.
وفي ختام السورة، يعلن الله عن مكافأة المؤمنين، حيث يقول "أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون" (المؤمنون: 10-11)، مما يشير إلى أن جزاء المؤمنين هو الجنة الخالدة.
بهذا، تقدم سورة المؤمنون صورة واضحة عن صفات المؤمنين الحقيقيين، والتي تشمل الخشوع في الصلاة، الابتعاد عن اللغو، السخاء والكرم، الحفاظ على العفة، الأمانة في حفظ الأمانات والوفاء بالعهود، والحفاظ على الصلاة. هذه الصفات هي أساس الإيمان الحقيقي، والتي تؤدي إلى الجزاء الأسمى في الآخرة.