- صاحب المنشور: ساجدة بوزيان
ملخص النقاش:
تُحدث ثورة التقنية طفرة هائلة في حياتنا اليومية وتؤثر بشكل عميق على كيفية تفاعلنا مع بعضنا البعض. هذه الثورة الجذرية في التواصل الذي تجتاح العالم الحديث تحمل العديد من الفرص والتحديات للأفراد والمجتمع ككل. يتناول هذا المقال تأثير التكنولوجيا على العلاقات الاجتماعية من زاوية مختلفة، مستعرضًا مزاياها المحتملة وتأثيراتها السلبية المحتملة أيضًا.
الفوائد المتعددة للتواصل الرقمي:
- التواصل العالمي: توفر الإنترنت والوسائط الرقمية فرصاً غير مسبوقة للناس للتواصل عبر الحدود والجغرافيات المختلفة. يمكن لأي شخص الآن مشاركة أفكاره ومعارفه مع الآخرين بغض النظر عن الموقع أو الحواجز اللغوية؛ مما يساهم بشكل فعال في تعزيز الثقافات العالمية وتعليم الذات الذاتي.
- تحسين جودة الحياة: أدوات الاتصال الحديثة مثل المحادثات المرئية والبريد الإلكتروني تجعل العمل عن بعد أكثر فعالية وسهولة، الأمر الذي قد يخفض ساعات التنقل الطويلة ويعزز توازن حياة العامل العائلية والمهنية. بالإضافة لذلك، تُتيح الأدوات الرقمية الوصول إلى المعلومات الصحية والعلاج الطبي رغم المسافات البعيدة.
- دعم الصحة النفسية: أثبتت الدراسات العلمية دور وسائل التواصل الاجتماعي الإيجابي في دعم النفس والصحة العامة لدى الأفراد الذين يعانون عادة الشعور بالعزلة بسبب ظروفهم الشخصية أو الجغرافية الخاصة بهم. فهي مكان آمن لهم لتعبّر عن مشاعرهم والاستماع إليها بدون القلق بشأن الرفض المجتمعي التقليدي.
المخاطر المرتبطة بالتكنولوجيا:
على الرغم من فوائدها العديدة إلا أنها تشمل أيضاً بعض السلبيات التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار والحذر منها:
- العزلة الاجتماعية: بينما تسارع تكنولوجيتنا نحو الأتمتة فأصبح لدينا القدرة الأكبر على الاختيار بين الوحدة والنماء الاجتماعي بناءً على اختياراتنا لمن نختلط به وبأي طريقة نتواصل معه سواء كان ذلك وجاهيًا أم رقمياً. ولكن هناك خطر حقيقي بأن يفضل الناس الخيار الأول نظرًا لارتباط الكثير منهم بالإنترنت والثقافة الافتراضية أكثر بكثير ممن هم خارج النطاق الإعلامي التقليدي مما يؤدي إلى انخفاض مستوى وعي الجمهور العام بالحياة الحقيقية المباشرة وانتشار أشكال أخرى جديدة من العزلة والشعور بالإقصاء.
- تأثيرات سلبية على الأطفال والشباب: استخدام شبكات التواصل الاجتماعي والساعات الذكية والأجهزة الأخرى ذات الاتصالات المستمرة له تأثيراته الضارة خاصة عند الشباب الصغير العمر حيث تبدأ لديهم علامات إدمان الهواتف المحمولة مبكرًا جدًا والتي تستنزف أعصابهم وقد ترغمهم حتى على ترك دراستهم وأنشطة الترفيه الأكثر أهمية مناسب لعمرهم مما يشكل تهديد مباشر لقدراتهم المعرفية واستقرار نفسيهم الحالي والمستقبلي كذلك .
- الخصوصية والمراقبة: إن سرعة انتشار البيانات الشخصية ووصول شركات التسويق لها جعل خصوصية الأشخاص معرضة للحجب الكامل ومن ثم الاستهداف التجاري الدائم لهم دون علم الشخص الأصلي نفسه بذلك! وهذا يقوض الحق الأساسي لكل فرد بأنه صاحب سيادتها وحدها ولا يحق لأي جهة كانت التدخل بها مطلقًا تحت أي ذريعة ممكنة بل ويعتبر انتهاكا لحقه الإنساني الأساسي في الحرية وحماية حقوقه المدنية والخاصة منهما بالتحديد .
ختاماً
بالنظر لهذه المعطيات فإن الحل الأنسب يكمن بإعادة التوازن وصناعة مجتمع مترابط ومتعلم ومتطور بحكمة باستخدام الأدوات الرقمية بطريقة خلاقة وإبداعيه تؤكد تكامله العقلي والمعنوي والإنساني العملي وليس مجرد وجود آني مؤقت لفترة قصيرة فقد لوحظ أنه عندما يتم وضع حدود واضحة لاستخدام تلك الوسائل واستقبال رسائل توعوية منتظمة حول مدى ضرورتها وفائدتها وخسائر سوء استخدامها فإن نسبة التأثيرات الغير مرغوب بها تتراجع تدريجيًا ويتحول التركيز مجددًا نحو الهدف الرئيسي وهو تحفيزه للاستثمار الأمثل للموارد المتاحة أمام الجميع لتحقيق غاية ساميه هي ارضى الله سبحانه وتعالى وطاعة أوامره جل وع