تبدأ سورة النور بقوله تعالى: "سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلّكم تذكرون" (النور: 1). هذه السورة الكريمة هي سورة مدنية، وفقًا للإجماع، وعدد آياتها أربع وستون آية.
تُشير كلمة "سورة" في اللغة إلى المنزلة الشريفة، ولذلك سميت السورة من القرآن سورة. وقد ورد في الحديث عن عائشة رضي الله عنها: "لا تنزلوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة، يعني النساء، وعلموهن الغزل وسورة النور" (رواه البيهقي والحاكم وابن مردويه).
في الآيات الأولى من السورة، يحدد الله تعالى أحكام الزنا والعقوبات المرتبطة به. ففي الآية الثانية، يأمر الله جل وعلا بجلد الزاني والزانية مائة جلدة، ويحذر من الرأفة بهم في تطبيق أحكام الله. وفي الآية الثالثة، يوضح الله تعالى أن الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة، والزانية لا تنكح إلا زانٍ أو مشرك.
ثم يتناول القرآن الكريم في الآيات اللاحقة موضوع القذف، حيث يحدد عقوبة من يرمي المحصنات بالزنا دون دليل. ففي الآية الرابعة، يأمر الله جل وعلا بجلد من يرمي المحصنات ثمانين جلدة، ويحرم قبول شهادته أبدًا.
وتتطرق السورة أيضًا إلى موضوع غض البصر، حيث يأمر الله المؤمنين بغض أبصارهم عن الحرام. كما تتناول أحكام الاستئذان في الدخول على البيوت، وتحث على التوبة والرجوع إلى الله.
وفي الآيات الأخيرة من الجزء الأول من السورة، يوضح الله تعالى أحكام اللعان، حيث يحدد شروط اللعان بين الزوجين في حالة اتهام الزوجة بالزنا.
بهذا نرى أن سورة النور تتناول مجموعة من الأحكام الشرعية المهمة المتعلقة بالزنا والقذف والاستئذان وغض البصر وغيرها، مما يجعلها سورة ذات أهمية كبيرة في التشريع الإسلامي.