عبد الله بن عامر اليحصبي، المعروف بابن عامر، هو أحد القراء السبعة المشهورين في الإسلام. ولد في السنة الثامنة من الهجرة، في ضيعة تُسمى رحاب، وتوفي في دمشق سنة مئة وثمان عشرة للهجرة. كان ابن عامر من خيار التابعين وأجلهم، حيث روى عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم، مثل معاوية بن أبي سفيان وأبي الدرداء.
كان ابن عامر إمام أهل الشام في القراءة، وإليه انتهت مشيخة الإقراء. تولى القضاء في دمشق ورئاسة المسجد الأموي، وكان من أبرز من أشرف على بنائه. اشتهر ابن عامر بالإمامة والعلم، وكان حافظًا ومتقنًا، فاضلاً وصادقًا في النقل. لم يُعرف عنه تجاوزًا عمّا ذهب إليه الأثر، ولا رأي خالف به الخبر.
من أشهر تلاميذه هشام بن عمار السلمي الدمشقي وابن ذكوان عبد الله بن أحمد القرشي الدمشقي. كان ابن عامر أحد القراء السبعة الذين نقلوا القرآن الكريم بتواتر، مما أوجب على العلماء إيجاد علم خاص بقراءته، وهو علم القراءات القرآنية. هذا العلم يهدف إلى معرفة كيفيّة أداء ألفاظ القرآن واختلافها، وإعادة نسبتها إلى ناقلها.
قراءة ابن عامر الشامي هي واحدة من القراءات التي نُقلت بتواتر ودقة، وهي تعتبر من القراءات الصحيحة التي توافق رسم مصحف عثمان رضي الله عنه، وتوافق وجهًا من وجوه اللغة العربية، وتنقل بتواتر أو بسند مشهور صحيح.