يقدم الإسلام رؤى عميقة حول كيفية تعزيز الصحة النفسية وتحقيق التوازن داخل المجتمع. ضمن هذا السياق، تلعب الشخصية النرجسية دورًا خاصًا. يتم تعريف الشخصية النرجسية بأنها شخصية متسمة بالغرور الزائد والشعور بالإعجاب الكبير بالنفس وبالتالي تقليل قيمة الآخرين. وفقًا للإرشادات الإسلامية، فإن لهذه السمة آثار مهمة.
يشجع الدين الإسلامي على التواضع باعتباره أساس الأخلاق الحميدة، بل ويعتبره المعيار الأعلى للتفوق الإنساني بناءً على قول الله عز وجل: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم". بالتالي، ينظر الإسلام بنظرة سلبية تجاه الغرور والتكبر كأنهما هما من أعلى درجات البطالة الروحية. كما تؤكد العديد من الأحاديث النبوية أهمية التواضع ومكانته السامية في الإسلام.
كما يدعو القرآن الكريم المسلمين إلى تجنب الغرور وتجنب الوقوع فيه، حيث يأمرنا بعدم التجول في الأرض بفخر أو غرور. بالإضافة لذلك، يحذرنا الله من مغبة الغرور وما يمكن أن يقود إليه من فساد وضلال الطريق المستقيم حسب الوحي الرباني: "وقد أغركم بما ملكت أيديكم حتى جئت أمر ربكم فأكرمتموه..."
من منظور علاجي، يرى الإسلام أن علاج الشخصية النرجسية يتطلب فهمًا ذاتيًا صادقًا واحتضانًا لقوة الفرد الفريدة. ومع ذلك، يجب تحقيق هذا الهدف تحت توجيه خبراء محترفين لمساعدة الأفراد على تحقيق تقدير صحيح لأنفسهم بينما يتعلمون أيضًا احترام احتياجات الآخرين وتعظيم رفاهيتهم. تشير الدراسات الحديثة إلى فعالية الجمعيات الخيرية والجماعية حيث تعمل على توسيع مدارك المرء خارج حدود الذات المفرطة والتي تعتبر إحدى سمات الشخصية النرجسية الرئيسية.
في النهاية، تقدم لنا رؤية الإسلام لشخصية نرجسية طريقة متوازنة وموجهة نحو الرحمة لتحسين الصحة النفسية الشخصية وكذلك تلك الخاصة بالمحيط الاجتماعي الأكبر.