نبذة عن كتاب الطب النبوي لعلم الدين ابن القيم: رحلتك عبر علاجات الرسول الكريم

التعليقات · 0 مشاهدات

في فضاء الحديث النبوي الشريف الزاخر بالحكمة والرشاد, يُعتبر كتاب "الطب النبوي" لابن القيم مرجعًا أساسيًا يعكس اهتمام النبي محمد صلى الله عليه وسلم بال

في فضاء الحديث النبوي الشريف الزاخر بالحكمة والرشاد, يُعتبر كتاب "الطب النبوي" لابن القيم مرجعًا أساسيًا يعكس اهتمام النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالرفاهية الصحية لأمته. هذا العمل الفريد ليس مجرد جمع للأحاديث وحدها وإنما تحليل عميق لتوجيهات الرسول حول الطب والتداوي.

ولد علم الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد زرعة الدمياطي الدمشقي الشهير بابن القيم سنة 691 هـ الموافقة لــ1292 م في دمشق عاصمة الدولة الأيوبية. نشأ وسط بيئة تهتم بالعلم والتدين حيث تعلم على يد كبار علماء عصره أمثال شيوخه الأكابر ابن تيمية وابن تيمية نفسه الذي صنفه ضمن حلقة المقربين إليه. لقد تعرض للإعتقال مرات عديدة خلال فترة حكم الظاهر بيبرس لما صدر عنه من فتاوى أثارت غضب السلطان آنذاك لكن ذلك لم يؤثر مطلقاً على عزيمة الفقيه المتزهد بل ازداد تقوى ورغبة في اكتساب المزيد من المعارف حتى توفي بجوار أحبائه في العام 751 هـ متألقاً بصورة العالم المُصلح المنشود له.

يتضمن الكتاب قسمين أساسيين. الأول يستعرض طرق العلاج باستخدام مواد طبيعية كتلك التي استخدمتها السنة المطهرة كاللحمي للحمى، والاستنجاء لصحة الجهاز الهضمي، كما يشير أيضا للأطعمة المناسبة للجسد المضطرب والمصاب بمختلف أنواع الآلام الجسدية والنفسية بالإضافة لإرشادات عملية لحماية الأفراد ممن هم معرضون للتعرض للإصابات المختلفة إما نتيجة التعرض للتلوث البيئي أو انتشار العدوى وما إليها وذلك باتباع وسائل احتراز بسيطة ولكن فعالة جداً حسب آراء المؤلف. أما الجزء الآخر فهو عبارة عن مجموعة مختارة بعناية شديدة وبترتيب أبجدى للغالبية العظمى للعناصر الغذائية المفيدة لجسم الإنسان وفق توصيات سيد البشر عليه افضل الصلاة والتسليم فقط ولكنه كذلك تضمن وصفاته للسلوك الأنسب اتخاذَُه عند مواجهة حالات صحية محددة مثل العين والسحر وعضة الثعبان وفقدان القدرة المؤقتة للنوم وانتشار المخاطر المستوطنة والميكروبولوجية الأخرى إضافة لذلك تم تسجيل المواعظ الرائجة بين العامة والخارج حديثاً ومن ثم اقتراح تعديلات بسيطة عليها لإعادة توجيه الطاقة الداخلية للجسد بشكل فعال أكثر نحو تحقيق توازن داخلي مؤقت طالبت به حالة كل فرد جديد مقارنة بحالات أخرى مشابهة ربما تعرض لها البعض سابقاً أثناء حياة الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً وعلى رأس قائمة هؤلاء الجميع بدون استثناء رسول الرحمة وخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم.

وفي النهاية فإن دراسة محتواه تأخذ بالقارئ لمسيرة طويلة مليئة بالعبرة والعظة بينما تؤكد أيضًا على انتباه الاسلام وحكمته للجانب الإنساني وخاصة الجانب المرتبط بكيفية إدارة الجسم المثالي وصيانته . إنها دعوة مفتوحة لمن يريد التفكير بإمعان فيما وراء النصوص المقدسة نفسها بدلالة أفعال شخصيته المركزية صاحب الضوء الهاديء وسراج المسير نحو الحقائق الوحيدة غير قابل للشك فيها وهي حقائق وجود واحد موحد خالق قادر عليٰ كل شيء سبحانه وتعالى.

التعليقات