في القرآن الكريم، ورد ذكر العديد من الأشجار التي توجد في الجنة، والتي تعد من نعم الله تعالى على المؤمنين. هذه الأشجار تتميز بخصائص فريدة ومميزة، حيث أنها ترمز إلى النعيم والراحة التي ينعم بها أهل الجنة.
أولاً، شجرة الزيتون المباركة، والتي ضرب الله بها المثل في صفاء زيتها. قال تعالى: "الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم" (النور: 35). كما ورد في الحديث النبوي الشريف عن أبي أسيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كلوا الزيت وادهنوا به فإن فيه شفاء من سبعين داء أيسرهما الباسور".
ثانياً، شجرة النخلة، والتي ضرب الله بها المثل لكلمة التوحيد عندما تستقر في القلب الصّادق فتثمر الأعمال المقويّة للإيمان. قال تعالى: "ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصله ثابت وفرعها في السماء" (إبراهيم: 24). كما ورد في الحديث النبوي الشريف عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثلا للمؤمن حدثوني ما هي؟" فقال الناس: في أشجار البادية. فقال عبد الله: فوقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: هي النخلة".
ثالثاً، شجرة اليقطين التي أنبتها الله ليونس عليه السلام غذاء وعلاجا. قال تعالى: "فالتقمته الحوت وهو مليم فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون فنبحناه بالعارى وهو سقيم وأنبتنا عليه شجرة من يقطين" (الصافات: 142-146).
رابعاً، أشجار الجنة ذات الفروع والأغصان الباسقة النامية، والتي وصفها القرآن الكريم بأنها ذات ظلال كثيفة وثمار دانية مذللة. قال تعالى: "ولمن خاف مقام ربه جناتان فبأي آلاء ربكما تكذبان ذات أفنان فبأي آلاء ربكما تدفعان ذواتا أفنان فبأي آلاء ربكما تدفعان" (الرحمن: 46-48).
خامساً، أشجار الجنة ذات الثمار القريبة الدانية المذللة، والتي يمكن لأهل الجنة نيلها بيسر وسهولة. قال تعالى: "متكئين على فرش بطائنها من استبرق وجنى الجنتين دان" (الرحمن: 54).
وفي الختام، فإن أشجار الجنة هي رمز للنعيم والراحة التي ينعم بها أهل الجنة، وهي من نعم الله تعالى على المؤمنين.