سبب نزول قوله تعالى والله يعصمك من الناس: حماية الله للنبي محمد صلى الله عليه وسلم من أعدائه

التعليقات · 2 مشاهدات

نزلت الآية الكريمة "والله يعصمك من الناس" في سياق حماية الله للنبي محمد صلى الله عليه وسلم من أعدائه. وفقًا لروايات الصحابة رضوان الله عليهم، كان النب

نزلت الآية الكريمة "والله يعصمك من الناس" في سياق حماية الله للنبي محمد صلى الله عليه وسلم من أعدائه. وفقًا لروايات الصحابة رضوان الله عليهم، كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرس من أصحابه خوفًا من قريش، حتى نزلت هذه الآية المباركة. ففي رواية محمد بن كعب القرظي، قال: "ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحْرَس حتى أنزل الله: ﴿والله يعصمك من الناس﴾. فترَك الحَرْس حين أخبَره أنّه سيَعْصِمُه مِن الناس" (٥/ ٣٨٨).

وتؤكد رواية الربيع بن أنس هذا المعنى، حيث يقول: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يَحْرُسُه أصحابُه حتى نزَلت هذه الآية: ﴿يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك﴾ الآية. فخرَج إليهم، فقال: «لا تحرُسُوني؛ فإنّ اللهَ قد عصَمني مِن الناس»" (٥/ ٣٨٩).

وتشير الآية إلى أن الله تعالى أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتبليغ عن رسالة ربه، وأكد له أنه سيحميه من أعدائه. كما يوضح تفسير السعدي رحمه الله أن هذه الآية تشمل كل أمر تلقته الأمة عن النبي صلى الله عليه وسلم، من العقائد والأعمال والأقوال، والأحكام الشرعية والمطالب الإلهية.

وتؤكد رواية عبد الملك بن جريج أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يهاب قريشًا قبل نزول هذه الآية، لكنه بعد نزولها استلقى وقال: "مَن شاء فلْيَخذُلْني". مرتين أو ثلاثًا (٥/ ٣٨٨).

وتوضح الآية أيضًا أن حماية الله للنبي صلى الله عليه وسلم تشمل عصمته من اليهود، كما ذكر مقاتل بن سليمان (ز). كما تشير رواية مقاتل بن حيّان إلى أن الآية تعني أن النبي صلى الله عليه وسلم أصبح آمنًا عند العرب كلها بعد نزولها (ز).

وتؤكد رواية جعدة بن خالد بن الصمة الجشمي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرسه الصحابة حتى نزول هذه الآية، مما يدل على أهمية حماية النبي صلى الله عليه وسلم من أعدائه.

وبالتالي، فإن سبب نزول قوله تعالى "والله يعصمك من الناس" هو حماية الله للنبي محمد صلى الله عليه وسلم من أعدائه، وتأكيدًا على عصمته من الناس، خاصةً الكافرين منهم.

التعليقات