لماذا سورة التوبة لا تبدأ بالبسملة: تفسير علمي وتاريخي

التعليقات · 1 مشاهدات

من الظاهر في المصحف الشريف عدم وجود بسملة قبل سورة التوبة الكريمة، وهو أمر أرجعه العلماء إلى سببين رئيسيين. الأول، كما أجاب عثمان بن عفان رضي الله عنه

من الظاهر في المصحف الشريف عدم وجود بسملة قبل سورة التوبة الكريمة، وهو أمر أرجعه العلماء إلى سببين رئيسيين. الأول، كما أجاب عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما سُئل عن سبب وضع سورة الأنفال بين السور الطوال وقبل سورة التوبة، حيث قال إنّه لمس تشابهاً بين آيات سورة التوبة والأنفال بالرغم من طول المسافة بين نزول السورتين، لكنّ النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- لم يذكر له إن كانتا سورةً واحدةً أو سورتين، فاجتهد فوضعهما متتاليتين، ولم يفصل بينهما بالبسملة.

السبب الآخر، كما ذكره العلماء، هو أن سورة التوبة جاءت على ذكر فضائح وجرائم المنافقين، وتتوعّد الله لهم بالعذاب، وتتحدّث عن القتال، وتحضّ المؤمنين عليه؛ فلم يكن من المناسب أن تُبدأ بذكر صفات الرحمة لله -تعالى- المتمثّلة بالبسملة، ثمّ تنتقل مباشرةً إلى الشدّة في قتال أعداء الله، فكان الأنسب عدم التلفظ بالبسملة في البداية.

سورة التوبة هي سورة مدنية من آخر ما نزل من القرآن الكريم على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وتطرّقت في مواضيعها إلى الحديث عن المنافقين وأعمالهم التي يحاولون بها زعزعة صفّ المؤمنين وخذلانهم، كما تُعدّد السورة أصناف الناس في المدينة؛ فمنهم المؤمنون، ومنهم المنافقون، ومنهم الأعراب سكان الصحراء أصحاب الشدّة والفظاظة في القول والفعل.

ميّزات بعض سور القرآن الكريم تشمل أيضًا سورة الحج التي جاءت بسجدتين، وهو ما لم يكن في أيّ سورةٍ أخرى. كما جاءت سورة النمل ببسملتين؛ إحداهما في مطلع السورة، والثانية في ثنايا آياتها. أما سورة البقرة فقد جاءت بأطول آيةٍ في القرآن الكريم.

هذه التفسيرات العلمية والتاريخية توضح سبب عدم بدء سورة التوبة بالبسملة، مما يضيف عمقًا لفهمنا لهذه السورة المباركة.

التعليقات