تأتي تقوى الله كأحد أهم سمات الشخص المسلم الحقيقي، إذ تؤثر بشكل عميق في كافة جوانب حياته اليومية والمستقبلية. عند التعهد بتقوى الله، يشهد الفرد العديد من الفوائد الدنيوية والأخروية. أول هذه المكافآت هو جعل الأشياء سهلة ومتاحة بطرق غير متوقعة، وذلك برحمة من الله عز وجل. كما ينعم المتقون بالعقل الواعي والنفعي، مما يعزز قدرتهم على فهم وفهم تعاليم دينهم بشكل أفضل.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لتقوى الله أن تكفر عيوب المرء وسيئاته. هذا ليس فقط بسبب رحمة الله ولكن أيضاً نتيجة للالتزام المستمر بالأعمال الجيدة والصالحات. بدعم روحي إضافي، يستطيع المتحمسون للتقدم في الأمور الروحية والثابتة في حياتهم الشخصية والاجتماعية. توفر لهم التقوى أيضا منظور حقيقي للحياة تسميه بعض النصوص "نور البصيرة". وهذا يسمح للأشخاص الذين يتبعون طريق التقوى بأن يفهموا العالم بما فيه من الخير والشر بنفس درجة الوضوح.
كما أنه يؤدي إلى قبول أعمالهم الصالحة وسماع البشرى الجميلة أثناء اللحظة الأخيرة من الحياة. وفي النهاية، يكفل لهم مكانا رائعا في الجنة، وهو اكبر مكافأة يمكن الحصول عليها بعد الموت. بالإضافة لذلك، فإنهم محميون ضد المشاكل والمحن المختلفة خلال حياتهم الدنيا. لهذه التأثيرات، غالباً ما يتميز الأشخاص الذين يسلكون درب التقوى بمجموعة فريدة من الصفات. هم ملتزمون تماما بالإيمان والدين، يعملون بلا كلل لإزالة الضرر عن الآخرين، ويتجنبون الخطيئة والشيطان بشدة. بل أكثر من ذلك بكثير، يحافظ هؤلاء الأفراد على هدوئهم ونواياهم الطيبة حتى عندما يغضبون أو يتعاملون مع تحديات خارجية.
لتحقيق مستوى أعلى من التقوى، يحتاج المرء إلى زيادة إيمانه وإخلاصه لأوامر وحكم الله. الهدف الرئيسي هنا هو الخلو بين الذات وبين مخالفات الله بسد الفجوات الصغيرة التي قد تسحب الإنسان نحو الشر. ويمكن تحقيقه عبر طرق كثيرة مثل الزيادة الدائمة في التفكير والتقدير لعظمة خلق الله، وذكر اسمه سبحانه وتعالى باستمرار وفقا لتعليماته المقدسة. بهذا الشكل، تعمل روحانيته ونموه الداخلي كمفتاح أساسي لتحقيق هدف التحلي بالتقوى الحقيقية تجاه الرب العظيم.