تعد سورة النساء واحدة من أطول سور القرآن الكريم، وتحتوي على مجموعة غنية من الأحكام الشرعية والأخلاقية التي تهم المسلمين في حياتهم اليومية. هذه السورة الكريمة تتناول العديد من المواضيع الهامة التي تشكل أساساً متيناً لحياتنا الدينية والاجتماعية.
أولاً، تركز السورة على حقوق المرأة، حيث توضح العديد من الأحكام المتعلقة بالمرأة، مثل القوامة، والتعدد، والمهر، والميراث. كما تحث على كرامتها الإنسانية وتجرم عضل النساء. بالإضافة إلى ذلك، تتناول السورة أحكام الرّضاع وأحكام الملك اليمين.
ثانياً، تتناول السورة أحكام الأموال، حيث تحرم أكل أموال الناس بالباطل وتحث على الإنفاق في سبيل الله. كما توضح أحكام المواريث، وتبين أحكام الجنايات والديات.
ثالثاً، تتحدث السورة عن أهل الكتاب، وتبين بعض ما هم عليه من الضلال والغضب واللعن. كما تدعوهم إلى الدين الحق وتنهاهم عن الغلو في الدين.
رابعاً، تتناول السورة أحكام الحكم في الإسلام، وتبين أن العدل هو الأساس الذي يجب أن يقوم عليه الحكم في الدولة الإسلامية. كما تؤكد على وجوب الطاعة لله والرسول وأولي الأمر، وأن المرجع في التنازع هو شرع الله.
خامساً، تفضح السورة المنافقين وتبين أعمالهم ودسائسهم وعقوبتهم في الآخرة.
سادساً، تحث السورة على العمل الصالح والأخلاق الفاضلة، مثل العدل وأداء الشهادة لله كما هي، ولو كانت على النفس أو الوالدين أو الأقارب. كما تحث على الإحسان للخلق ومراعاة الأقارب والجيران والمحتاجين.
سابعاً، تبين السورة العداوة الأزلية بين الشيطان وبني آدم وكيف أن الشيطان توعّد بني آدم بالضلال والغواية.
بهذا نرى أن سورة النساء هي سورة شاملة تحتوي على مجموعة واسعة من الأحكام والأخلاق التي تهم المسلمين في حياتهم اليومية. إنها دعوة إلى التقوى والعدل والإحسان، وتوجيه إلى الطريق المستقيم الذي رسمه الله لعباده المؤمنين.