الحمد لله الذي أنزل القرآن هدىً للناس، وجعل فيه آيات بينات، وهدىً ورحمةً للمؤمنين. إن تعظيم القرآن الكريم واجب على كل مسلم، فهو كلام الله المنزل على رسوله محمد ﷺ، وهو مصدر التشريع والهداية. وقد حثنا الله سبحانه وتعالى على تعظيمه في كتابه العزيز، حيث يقول: "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم" (الإسراء: 9).
تعظيم القرآن الكريم ليس مجرد شعور داخلي، بل هو عمل يتجلى في عدة جوانب:
- التلاوة الصحيحة: يجب على المسلم أن يتعلم قراءة القرآن الكريم بشكل صحيح، مع مراعاة أحكام التجويد والتنقيط. قال رسول الله ﷺ: "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها" (رواه الترمذي).
- التدبر والفهم: لا يكفي مجرد تلاوة القرآن دون فهم معانيه وأحكامه. قال الله تعالى: "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب" (ص: 29). يجب على المسلم أن يقرأ القرآن بتدبر وفهم، ليتمكن من تطبيق أحكامه في حياته اليومية.
- الاحترام والتعظيم: يجب على المسلم أن يعظم القرآن الكريم ويحترمه، ولا يمسّه إلا بطهارة. قال رسول الله ﷺ: "لا يمس القرآن إلا طاهر" (رواه البخاري). كما يجب على المسلم أن يحافظ على المصحف الشريف، ولا يلقيه على الأرض أو في أماكن غير نظيفة.
- التطبيق العملي: تعظيم القرآن الكريم لا يقتصر على القراءة والتلاوة فقط، بل يتطلب تطبيق أحكامه في الحياة اليومية. قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون" (الصف: 2). يجب على المسلم أن يعمل بما جاء في القرآن الكريم، وأن يسعى لتحقيق العدالة والرحمة في مجتمعه.
- الدعاء والابتهال: يمكن للمسلم أن يدعو الله سبحانه وتعالى أن يزيده من علمه وتفهمه للقرآن الكريم. قال رسول الله ﷺ: "اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا" (رواه ابن ماجه).
في الختام، تعظيم القرآن الكريم هو واجب على كل مسلم، وهو طريق إلى الفوز بالجنة والنجاة من النار. يجب على المسلم أن يسعى لتحقيق هذا التعظيم من خلال القراءة الصحيحة، التدبر والفهم، الاحترام والتعظيم، التطبيق العملي، والدعاء والابتهال.