الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وجعلنا من أهله. إن النذر في الإسلام له أحكام دقيقة ومحددة، وقد اختلف العلماء في حكم النذر بالمباحات. فالنذر هو إلزام المسلم نفسه فعل ما لم يكن ملزماً به شرعاً، سواء كان ذلك الالتزام منجزاً أو معلقاً بحدوث أمر. وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن النذر، وقال: "إنه لا يرد شيئاً وإنما يستخرج به من البخيل". ومع ذلك، فإن النذر الذي يكون طاعة لله تعالى وجب الوفاء به، كما ورد في الحديث الشريف: "من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه".
أما بالنسبة للنذر بالمباحات، فقد اختلف العلماء في انعقاده. فذهب المالكية إلى عدم انعقاد النذر بالمباحات، بينما ذهب الإمام أحمد إلى أن ناذره مخير بين الوفاء بنذره أو إخراج كفارة يمين. والصحيح المذهب الأول، كما في الفتوى رقم: . وبناء على ذلك، فإن نذر المباحات لا يلزم الوفاء به، وإن وفيت به كان في ذلك خروج من الخلاف وهو مستحب.
ومن الأمثلة على نذر المباحات ما ذكرت في السؤال الأصلي، حيث وعدت أخا زوجتك بأن تهديه بموبايل وقلت له: "لما يتم الله بخير وتقوم زوجتك بالسلامة أعطيك أحسن موبايل". في هذه الحالة، لا يلزمك الوفاء بنذرك هذا لأنه من باب نذر المباحات. وإن وفيت به كان في ذلك خروج من الخلاف وهو مستحب.
وفيما يتعلق بسؤالك حول كيفية الوفاء بالنذر، يجب أن يكون الوفاء بالنذر بما هو مباح ومشروع في الشريعة الإسلامية. فلا يجوز أن يجعل الإنسان حياته كلها في الدعوة إلى الله تعالى على حساب ترك المباحات أو إهمال واجباته الأخرى. فالدعوة إلى الله تعالى هي مهمة عظيمة، ولكنها لا تبرر إهمال واجبات أخرى مثل طلب العلم وحفظ القرآن الكريم.
ومن المهم أن نذكر أن الوفاء بالنذر يجب أن يكون بما هو مباح ومشروع، ولا يجوز أن يكون على حساب إهمال واجبات أخرى أو ترك المباحات. فالدعوة إلى الله تعالى هي مهمة عظيمة، ولكنها لا تبرر إهمال واجبات أخرى مثل طلب العلم وحفظ القرآن الكريم.
وفي الختام، يجب أن نذكر أن الوفاء بالنذر يجب أن يكون بما هو مباح ومشروع، ولا يجوز أن يكون على حساب إهمال واجبات أخرى أو ترك المباحات. فالدعوة إلى الله تعالى هي مهمة عظيمة، ولكنها لا تبرر إهمال واجبات أخرى مثل طلب العلم وحفظ القرآن الكريم.