في ظل ظروف عصيبة وملتوية، شهد التاريخ الإسلامي لحظة تحويلية مهمة عندما انضم عمود الدين والعزيمة القوي، عمر بن الخطاب، إلى صفوف المؤمنين. هذا الحدث ليس فقط نقطة تحول فردية، ولكنه أيضًا بداية فصل جديد في تاريخ الدعوة الإسلامية.
بدأ الأمر بتأجيل مسبق بالإجابة عن دعاة النبوة الذين كانوا يسألون الهداية لأحد العمريين البارزين حينها؛ أبو جهل وعمر بن الخطاب. كانت روح المنافسة الطيبة تدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم لدعاء يعلن فيه امتنانه لله بأن يقابل هذه الدعوات بإجابة مرضية. جاء الإجابة في شكل فتح قلوب المؤمنين الجدد، وعلى رأسهم الفارس الشجاع عمر بن الخطاب.
وكان للظروف الشخصية دور كبير في دفع عمر نحو حافة الإيمان المنتظر. وبينما كان يستعد لإتمام عملية انتقام شخصية ضد مؤمني المدينة المنورة، تلقى نبأ مفاجئ حول اعتناق شقيقته وابن شقيقه للدين الجديد. بدلاً من إنجاز خططه الانتحارية، اتجه مباشرة لمقر أختيه، مما أدى لتصادفه الأول بمجموعة صغيرة ولكن ثابتة من الدعاة المسلمين تحت قيادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
بالدخول المفاجئ والدخول الصعب لأول مرة داخل البيت الحرام حيث يجتمع المسلمون سرا، وجد نفسه عاجزا أمام قوة اللغة العربية الرقيقة التي ترجمتها سور القرآن الكريم لسورقانه الداخلي. هنا بدأ التحول الكبير؛ من حاقد متحفظ ومتشكك إلى مُقبل مفتوح القلب والمذهب لاستقبال نور الوحي والإرشادات الربانية.
ومن ثم أتى القرار النهائي بصوت واضح وصريح: "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله". بكلمة واحدة أكمل عمر رحلته الروحية، ليصبح جزءا أساسيا من الخلافة الراشدة ويعطي اسمه للقسم الثاني من الدولة الإسلامية المتمدنة. لقد كان هذا البيان علامة بارزة في حياة رجل أصبح رمزا للشخصية القيادية والشجاعة والصمود خلال الفترات الحرجة للتاريخ الإسلام المبكر.