نزلت هذه الآية الكريمة في سياق قصة الأنصار الذين كانوا يحزنون على فراق النبي ﷺ في الآخرة، حيث كانوا يخشون أنهم لن يتمكنوا من رؤيته بعد رفعه مع النبيين. وفقًا لسعيد بن جبير، جاء رجل من الأنصار إلى النبي ﷺ وهو محزون، فقال له النبي ﷺ: "يا فلان، ما لي أراك محزونًا؟". فقال الرجل: "يا نبي الله، شيء فكرت فيه". فقال: "ما هو؟". قال: "نحن نغدو عليك، ونروح، ننظر في وجهك، ونجالسك، غدًا تُرفع مع النبيين فلا نَصِلُ إليك". فلم يرد النبي ﷺ شيئًا؛ فأتاه جبريل بهذه الآية: ﴿ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم﴾. فبعث النبي ﷺ فبشره.
هذه الآية الكريمة جاءت لتطمئن الأنصار وتؤكد لهم أنهم سيكونون مع النبيين في الجنة، وأن طاعة الله والرسول هي السبيل إلى الفوز العظيم. كما أنها تؤكد على أهمية اتباع أوامر الله ورسوله، وتجنب ما نهى عنهما.
وتعد هذه الآية من الآيات التي قررت ما قبلها، حيث بنيت على النهي عن الأذى لرسول الله ﷺ، وتأتي لتؤكد على أهمية اتقاء الله في حفظ اللسان، مما يقوي الصارف عن الأذى والداعي إلى تركه.
وتعد هذه الآية أيضًا من الآيات التي تتضمن الوعد البليغ لمن يطيع الله ورسوله، حيث يقول تعالى: ﴿فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم﴾، مما يعني أنهم سيكونون مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في الجنة.
وفي النهاية، تؤكد هذه الآية على أهمية اتباع أوامر الله ورسوله، وتجنب ما نهى عنهما، مما يؤدي إلى الفوز العظيم في الدنيا والآخرة.