النبي في اللغة العربية مشتق من النبأ، وهو الخبر، وسمي النبي نبيًا لأنه مُخْبرٌ مُخْبَر، أي أنه مُخْبَر من الله تعالى وأوحى إليه، ومُخْبر عن الله تعالى أمره ووحيه. كما أنَّ النبي مرتفعٌ على غيره من الناس، فهو ذو رفعة وقدر عظيم في الدنيا والآخرة.

في الشرع، اختلف العلماء في تعريف النبي والرسول. فذهب بعضهم إلى أنَّ لا فرق بينهما، وأنَّ كل نبي رسول وكل رسول نبي. بينما ذهب جمهور أهل العلم إلى أنَّ هناك فرقًا بينهما، وأنَّ كل رسول نبي وليس كل نبي رسولاً. ويستند هذا الرأي إلى أدلة قرآنية وأحاديث نبوية.

من الأدلة القرآنية قوله تعالى: "وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته" (الحج: 52). حيث يوضح هذا الآية أنَّ الإرسال وقع على الرسول والنبي، وأنَّ الرسول والنبي مغايران في الصفة التي صارا بها رسولا ونبيا.

ومن الأدلة النبوية حديث "نبي مكلم" الذي يشير إلى أنَّ آدم عليه السلام كان نبيا مكلمًا من الله تعالى. كما أنَّ هناك أنبياء جاؤوا بعد آدم مثل إدريس وشيث وغيرهما.

وبالتالي، فإنَّ تعريف النبي في الشرع هو الشخص الذي أرسله الله تعالى لهداية الناس، سواء كان رسولا أم لا. أما الرسول فهو النبي الذي أرسله الله تعالى بشريعة خاصة به، مثل محمد صلى الله عليه وسلم.