حكم التيمُّم أثناء البرودة الشديدة: دراسة شرعية شاملة

التعليقات · 1 مشاهدات

في الإسلام، تعتبر العبادات كالصلاة جزءًا لا يتجزأ من حياة المؤمن اليومية. ومن بين الضوابط الهامة لهذه العبادات هي طهارة الجسد باستخدام الماء عند الوضو

في الإسلام، تعتبر العبادات كالصلاة جزءًا لا يتجزأ من حياة المؤمن اليومية. ومن بين الضوابط الهامة لهذه العبادات هي طهارة الجسد باستخدام الماء عند الوضوء والاستحداد. ومع ذلك، قد تواجه بعض الحالات الخاصة التي تستوجب اللجوء إلى بدائل أخرى مثل التيمّم عندما يصبح استخدام الماء مستحيلاً أو مكلفًا جدًا. أحد هذه الحالات هو البرودة الشديدة التي تؤدي لخطر الصحة.

وفقًا للشريعة الإسلامية، يمكن للمسلم الذي يعاني من درجة برودة شديدة أن يتيمم بدلاً من الاستحمام التقليدي لغرض أداء الصلاة بعد الجنابة. هذا الحكم مبني على عدة أدلة قرآنية وحديثية تشير إلى مرونة التشريعات الدينية لتلبية احتياجات الناس وظروف حياتهم المتغيرة. فعلى سبيل المثال، يقول تعالى في محكم كتابه العزيز: "وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً" [المائدة:6]. كما أكدت العديد من الأحاديث النبوية على أهمية تحقيق اليسر وعدم التعنت فيما يتعلق بالأمر بالطهارة.

إذاً، عندما تكون البرودة الشديدة سببًا مباشرًا لإلحاق ضرر جسيم بصحة الإنسان، سواء كان هذا الشخص مصابًا بالفعل بأمراض مزمنة أو معرضًا لخطر تفاقم الحالة الصحية نتيجة لاستخدام المياه الباردة بشكل متكرر ولفترة طويلة، يتم قبوله شرعاً للتيمّم. لكن يجب التأكيد هنا أنه ينبغي الأخذ بنظر الاعتبار كل الظروف الفردية لكل شخص وتقييمه لها بناءً عليها قبل اتخاذ القرار باتباع طريقة التيمّم.

ومع ذلك، فإن مجرد الشعور بالبرد القاسي ليس عذرًا مشروعًا للتوقف عن استخدام المياه تمامًا والتوجه مباشرة نحو التيمّم. ففي حال وجود مياه دافئة أو وسيلة لكيفية تسخينها دون تعريض النفس لأذى، فلا يحق للمسلم رفض حمام الاستحمام بالمياه والدخول تحت مظلة التيمّم إلا بعد توفر ظروف قهرية مطلقة تحول دون الحصول على الماء الآمن للاستعمال حتى لو كانت تلك الزاوية ضيقة جداً لتحقيق السلامة الشخصية والمادية أيضًا. لذلك، فإن الأمر مرتبط ارتباط وثيق بحالة الصحة العامة وكيفية تأثير العملية ذاتها –أي عملية اغتسال المحارم–على الوضع الطبي العام للإنسان سواء زادت الألم أم نقصانه خلال فترة العلاج نفسها وليس فقط اثناء التنفيذ العملي له فقط!

ختاماً، تعد مسألة التيمم أمر حساس للغاية ويتطلب دراسة دقيقة لحقيقة الواقع الموضوعي والصحة العامة للإنسان مع مراعاة مدى صلاحية المكان وزمان الوقوع فيه أيضا مما يسمح بمراقبة موازين العدالة الاجتماعية والأخلاقيّة تجاه حقوق البشر وحماية أجسامهم ونفسياتهم وعقولهم واستقرار مجتمعاتهم بتأسيس نظام تربوي صحيح ومتوازن يرتكز أساسُهُ علي حسن التصرف المصاحب لرعاية الذات وفق منظور شمولي شامل لكافة جوانب الحياة الإنسانية المختلفة بما فيها الجانبين الروحي والجوانــب الأخرى المرتبطتين بها بشكلٍ حيوي مؤثر جديرة بالمناقشة والنشر للعلم والمعرفة عامة وللتوسيع مجال الفهم الخاص بفقه الاجتهاد والاجتهاد الصحيح المبني علی أسس علمية واضحه ومقبولة لدى الجمهور والفريق العلمي المعني بذلك حقا وصراحة وانصافَ!.

التعليقات