يثرب: أصل تسميتها وأنصارها المكرمون

التعليقات · 3 مشاهدات

في تاريخ الحضارة الإسلامية، تُعتبر مدينة يثرب ذات أهمية كبيرة لما لها من مكانة فريدة ضمن مسيرة الرسالة المحمدية. قبل هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسل

في تاريخ الحضارة الإسلامية، تُعتبر مدينة يثرب ذات أهمية كبيرة لما لها من مكانة فريدة ضمن مسيرة الرسالة المحمدية. قبل هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إليها عام 622 ميلادي، كانت تعرف باسم "يثرب". ولكن سرعان ما تغير الأمر حين وقع اختيار الخاتم للأنبياء عليها كموطن جديد له ولصحبه الكرام. إن تغيير الاسم لم يكن مجرد تطويرا جغرافي بل حمل دلالات رمزية عميقة.

الأكثر شهرةً ربما هي تلك التسمية الثانوية التي اكتسبها سكان المدينة آنذاك والتي جاءت كتعبير صادق عن طيب خاطرهم وكرم ضيافتهم. فقد لقبوهم المؤرخون المسلمون بالمخلصين الأوفياء والمعاضدين الأقوياء، ليصبح مصطلح "الأُنْصار" حليفاً دائماً لتاريخ هذه الربوع الطيبة.

إن تعبير "الأُنْصار"، كما يشهد لنا التاريخ الديني المبكر للإسلام، يعكس بجلاء مدى الولاء والكفاءة غير المتوقعة ممن استقبلوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومعاونيه باعتبارهم فارين من الاضطهاد المؤذي الواقع بهم بمكة. وليس مجافياً للحقيقة القول بأن هؤلاء الرجال الشجعان قد قدموا مثالاً عالياً للشهامة والإقدام في مواجهة الظروف القاسية.

كان دعم الأنصار للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ليس فقط معنويًا ولكنه أيضا مادياً وبشكل هائل. لقد شاركوهم كل شيئ لديهم بكل بساطة وثقة صادقة. بل ويذهب البعض للاستشهاد بأن مشاركتهم لم تتوقف عند حدود الأملاك الأرضية، وإنما امتدت أيضًا لدعم قضايا النجاة والعلاج لكل من أصيب خلال رحلات الجهاد ضد عدادات المسلمين وقتذاك.

ومن الجدير بالإشارة هنا، فإن صدق إخلاص الأنصار تجاه دين الاسلام غدا جزء أساسي مما يعرف حاليًا بـ "الإيمان العملي" مما جعلهم يتميزون بخلو قلوبهم من الشوائب والحقد الباطني وهو ما جعل العديد منهم أكثر التصديق بالقضية الجديدة حتى بات بعض المؤرخين يقارن بينهم وبين الروايات القديمة حول الأحرار المقربين لله تعالى.

وعندما أتى اليوم الأخير لنجم نبيهنا الكريم أثناء فترة المرض الأخيرة قبيل انتقاله الالهي، وفقا للتراث التاريخي للدين الإسلامي, لم يفوت الفرصة كي يكافيء هؤلاء الأشخاص المباركين بالنصح والمشورة الاخيرة وهي التأكيد على ثواب الإساءة إليهم واحسن التعامل معه. وفي حديث آخر مؤثر اختتم فيه حياة عالمية طويلة مليئة بالأحداث والتحديات الدينية والدنيوية دعاهم دعوة مباشرة لحضور عشائه يوم القيامة! وهذا ليس أقل من اعتراف رسمي بحقوق ذوي الاختصاص الكبير بالنسبة لهذه الشخصيات الرائعة.

وفي النهاية تعتبر قصة التحول تسمية يسكن الآن قلب المملكة العربية السعودية واحد أكبر المدن المقدسة لدى الشعائر الاسلامية خير شاهد يحكي رواية مجتمع مترابط ومتعاون ومتسامح تسود روح الصداقة الحميمة وسط أرجائها منذ قرون مضت ولا زالت مستمرة عبر الزمان والمكان تحت علم راسخ يدافع عنه ملايين البشر حول العالم أجمع .

التعليقات