أحكام التجويد في سورة الرحمن: دراسة تفصيلية

تعد سورة الرحمن من السور المكية التي تتميز بجمالها وبلاغتها، وهي سورة مكية كلها على الصحيح، وعدد آياتها ثمانية وسبعون آية. تتضمن هذه السورة العديد من

تعد سورة الرحمن من السور المكية التي تتميز بجمالها وبلاغتها، وهي سورة مكية كلها على الصحيح، وعدد آياتها ثمانية وسبعون آية. تتضمن هذه السورة العديد من أحكام التجويد التي يجب على القارئ مراعاتها أثناء تلاوتها.

أولاً، نبدأ بمبتدأ السورة "الرَّحْمنُ" الذي يعتبر مبتدأ مرفوع بالضمة، وكتبت الكلمة بغير ألف ولكن يجب إثباتها في اللفظ. ثم تأتي الجملة الفعلية "عَلَّمَ الْقُرْآنَ" في محل رفع خبر أول، حيث أن "علم" فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو، و"القرآن" مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

في الآية الثالثة، "خَلَقَ الْإِنْسانَ"، تعرب الجملة الفعلية في محل رفع خبر ثان - خبر بعد خبر - وقد خلت هذه الأخبار من حروف العطف لمجيئها على نمط التعديد، والإنسان هنا هو آدم أو الرسول الكريم محمد ﷺ.

وفي الآية الرابعة، "عَلَّمَهُ الْبَيانَ"، تعرب الجملة الفعلية في محل رفع خبر ثالث - خبر بعد خبر - أي أخبار مترادفة للمبتدأ "الرَّحْمنُ". والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به أول، أي علمه الإفصاح.

تتضمن سورة الرحمن أيضًا أحكامًا أخرى للتجويد مثل الإظهار والإدغام والمدود المختلفة. على سبيل المثال، في الآية الخامسة "الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ"، يجب إظهار النون الساكنة في كلمة "الشمس" لأنها تلي حرفًا مفتوحًا. وفي الآية السادسة "وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ"، يجب إدغام النون الساكنة في النون المتحركة في كلمة "النجم".

بالإضافة إلى ذلك، تحتوي السورة على مدود مختلفة مثل المد الطبيعي والمد الفرعي والمد اللازم. على سبيل المثال، في الآية السابعة "وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ"، يجب قراءة كلمة "السماء" بمد طبيعي لأنها تلي حرفًا ساكنًا.

في الختام، تعد سورة الرحمن من السور التي تتطلب من القارئ مراعاة العديد من أحكام التجويد أثناء تلاوتها. من خلال فهم هذه الأحكام، يمكن للقارئ تحقيق جمال التلاوة وزيادة فهم معاني الآيات الكريمة.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات