دعاء المظلوم على الظالم: حكمه وأدلة من القرآن والسنة

التعليقات · 4 مشاهدات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: يُباح للمظلوم أن يدعو على ظالمه، بشرط ألا يتعدى في دعائه، وأن يكون الدعاء بقدر مظلم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

يُباح للمظلوم أن يدعو على ظالمه، بشرط ألا يتعدى في دعائه، وأن يكون الدعاء بقدر مظلمته فقط. فقد ورد في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم" (رواه البخاري ومسلم). كما قال تعالى: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [النساء: 148].

وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على أهمية دعاء المظلوم، حيث قال: "اتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" (رواه البخاري). وهذا يدل على أن دعوة المظلوم مستجابة، وأن الله تعالى ينصف المظلوم من ظالمه.

ومع ذلك، ينبغي للمظلوم أن يصبر ويتحمل، وأن يسعى إلى العفو والتسامح، كما أمر الله تعالى في قوله: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا} [البقرة: 109]، وقوله: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [الشورى: 43].

وفيما يتعلق بالدعاء على الظالم، فإنه يجوز للمظلوم أن يدعو عليه بقدر مظلمته، دون زيادة. وقد ورد في الحديث الصحيح عن زكريا الأنصاري رحمه الله أنه قال: "أما الدعاء على الظالم فجائز، لكن الأحسن الصبر والعفو؛ لقوله تعالى: {فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم}".

ومن الأدعية التي يمكن للمظلوم أن يدعو بها على ظالمه ما ورد في الحديث الصحيح عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا أعطاه إياها أو صرف عنه مثلها من السوء ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم" (رواه الترمذي).

وفي الختام، نسأل الله تعالى أن ينصر المظلومين، وأن يرد الظالمين إلى الحق.

التعليقات