يجوز للمسلم تأخير غسل الجنابة ولو من غير ضرورة، لأن الغسل واجب على التراخي وليس على الفورية، وإنما يجب عند القيام إلى الصلاة. وقد ورد في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه لقي الرسول -صلى الله عليه وسلم- مرةً في طرق المدينة وهو جنبٌ، فتوارى عنه حتى اغتسل، فقال له رسول الله:(إن المؤمنَ لا يَنْجُسُ). وقد استدل الإمام البخاري -رحمه الله- بهذا الحديث على جواز تصرف الجنب في حوائجه، وجواز خروجه ومشيه في السوق وغيره.
ومع ذلك، هناك أمور محرمة على الجنب، منها: الصلاة سواء كانت فرضاً أم نفلاً، والطواف بالبيت سواء كان طوافه فرضاً أم نفلاً، ومس المصحف الشريف بيده أو بشيء من جسمه، وقراءة القرآن الكريم عند عامة العلماء، ودخول المسجد والمكوث فيه، وأجاز الشافعية والحنابلة وبعض المالكية العبور من خلاله. كما يحرم الاعتكاف في المساجد.
أما كيفية الاغتسال من الجنابة، فتكون واحدة للرجل والمرأة، ويسن للمسلم أن يراعي فيها فعل الرسول -صلى الله عليه وسلم-. تبدأ بغسل اليدين ثلاث مرات، ثم غسل الفرج، والوضوء بوضوء الصلاة، ويجوز تأخير غسل القدمين إلى آخر الاغتسال. بعد ذلك، تفاض الماء على الرأس ثلاث مرات مع تخليل الشعر بالماء حتى يصل للأصول، ثم تفاض الماء على سائر الجسد بدءاً بالشق الأيمن ثم الأيسر، مع تعاهد الإبطين والأذنين والسرة وأصابع الأرجل، ودلك ما يمكن دلكه من أجزاء الجسد.
في الختام، يجوز للمسلم الخروج من المنزل وهو جنب دون ضرورة، ولكن يجب عليه الاغتسال قبل الصلاة.