تفسير آية فأما من أوتي كتابه بيمينه في سورة الحاقة

التعليقات · 9 مشاهدات

عندما يقف الناس يوم القيامة أمام الله تعالى، يُعرض عليهم أعمالهم في كتاب، فمن أوتي كتابه بيمينه، أي الكتاب الذي يحتوي على حسناته، فهو من أهل اليمين، و

عندما يقف الناس يوم القيامة أمام الله تعالى، يُعرض عليهم أعمالهم في كتاب، فمن أوتي كتابه بيمينه، أي الكتاب الذي يحتوي على حسناته، فهو من أهل اليمين، ومن أوتي كتابه بشماله، أي الكتاب الذي يحتوي على سيئاته، فهو من أهل الشمال.

يقول الله تعالى في سورة الحاقة: "فأما من أوتي كتابه بيمينه فسيقول: هاؤم اقرءوا كتابيه. إني ظننت أني ملاق حسابيه. فلست بمصرّف حسابيه. فاستريحوا إنكم ملاقو جزاء الجنة. خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربكم عطاء غير مجذوذ" (الحاقة: 19-24).

في هذه الآية، يصف الله تعالى حال المؤمنين الذين أوتوا كتبهم بيمينهم. عندما يُعرض عليهم كتابهم، يقولون: "هاؤم اقرءوا كتابيه"، أي خذوا كتابي وقرؤوه، لأنهم واثقون من نجاتهم. ثم يعبرون عن فرحهم وسعادتهم بنجاتهم من العذاب، حيث يقولون: "إني ظننت أني ملاق حسابيه"، أي كنت أعلم أنني سألقى حسابي يوم القيامة، ولذلك لم أرتكب السيئات.

ثم يوضحون أنهم لم يرتكبوا السيئات عمدًا، بل كانوا يجهلون عواقبها، ولكنهم تابوا عنها فورًا. يقولون: "فلست بمصرّف حسابيه"، أي لن أترك حسابي دون أن أتحمل مسؤولية أعمالي. ثم يعلن الله تعالى عن جزائهم، حيث يقول: "فاستريحوا إنكم ملاقو جزاء الجنة. خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربكم عطاء غير مجذوذ"، أي استريحوا يا أهل اليمين، لأنكم ستلقون جزاء الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض، وهذا العطاء غير محدود ولا ينقطع.

هذه الآية تسلط الضوء على أهمية الإيمان بالبعث والجزاء، وتوضح آثار الإيمان بالبعث والجزاء في سلامة كتاب المؤمن من السيئات. كما تشير إلى حقيقة أن الدنيا مزرعة الآخرة، وأن الأعمال الصالحة في الدنيا تؤدي إلى ثمارها في الآخرة.

التعليقات